|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* لم تكن بعد عينا فيلبس سليمتين بما فيه الكفاية لتنظرا الآب (يو 14: 8)، وبالتالي لتنظرا الابن الذي هو مساوي للآب. هكذا قام يسوع المسيح بشفائه بأدوية ومراهم الإيمان ليقوي عيني ذهنه اللتين كانتا بعد ضعيفتين وعاجزتين عن رؤية نورٍ عظيمٍ كهذا. وقال له: "أما تؤمن إني في الآب، والآب فيّ؟" ليت ذاك العاجز عن أن يرى ما سيظهره له الرب يومًا ما ألا يطلب أن يرى بل أن يؤمن. ليؤمن أولًا حتى تُشفى العينان اللتان بهما ينظر . بالحق انتهر السيد التلميذ، إذ رأى ما في قلب السائل (يو 14: 9). إن كان الآب بنوعٍ ما أفضل من الابن، حتى أن فيلبس أراد أن يعرف الآب، بهذا لم يعرف الابن، إذ ظن أنه أقل من الآب. فلكي يُصحح مثل هذا المفهوم قيل: "الذي رآني رأى الآب، فيكف تقول أنت أرنا الآب؟" (يو 14: 9)... لماذا تود أن تكتشف وجود مسافة بين من هما متشابهين؟ لماذا تتوق إلى معرفة منفصلة بين من هما غير منفصلين؟ ما قاله بعد ذلك لم يكن لفيلبس وحده، بل لهم جميعًا، هذا يلزم ألا نضعه كما في زاوية، حتى يمكننا بمعونته أن نفسره بأكثر حرص . القديس أغسطينوس |
|