|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "لا تراني عين إنسان" [8]. لأن "عين الإنسان" هو حنو المخلص، الذي يلين قسوة جفافنا عندما يتطلع إلينا. هكذا يشهد الإنجيل، قائلًا: "فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب... فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاء مرا" (لو 22: 61-62). لكن إذ تتجرد النفس من الجسد، لا تعود بعد تلتفت "عين الإنسان"، إذ لن تخَّلص إنسانًا بعد موته، إن كانت النعمة لم تهبه المغفرة قبل موته. لهذا يقول بولس: "هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص" (2 كو 6: 2). هكذا يقول المرتل: "لأن رحمته لحال الكائن الحالي" (راجع مز 118: 1). فمن لا تنقذه الرحمة الآن في الحال الحاضر، تسلمه العدالة وحدها للعقوبة. يقول سليمان: "وإذا وقعت الشجرة نحو الجنوب أو نحو الشمال، ففي الموضع حيث تقع الشجرة هناك تكون" (جا 11: 3). ففي لحظة سقوط الكائن البشري، يتقبل الروح القدس أو الروح الشرير النفس الراحلة من حجرات الجسد، فيحتفظ الروح بها إلى الأبد دون تغير. فإن كانت قد تمجدت لا تطرح في الويلات، ولا إن انطرحت في الويلات الأبدية تعود فتقوم لتجد وسيلة للهروب... بعد الحياة الحاضرة لا يعود الإنسان بعد "يرى بعين إنسان"، لذا يضيف في الحال: "عيناك علي، وأنا لست واقفًا!" وكأنه يقول بكلمات واضحة: عندما تأتي في صرامة للدينونة لا ترى لكي تخلص، بل ترى لكي تعاقب. فالشخص الذي لم تلتفت إليه في الوقت الحاضر بعنايتك المخلصة المترفقة تتطلع إليه فيما بعد بناموس العدل. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|