|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه. تشير عبارة "اطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه" إلى إحدى العبارات الأساسية والمألوفة في الإنجيل، وتعني أن نطلب أولا الأمور الروحية في صلواتنا وأتعابنا وهدفنا ونبذل جهدنا للدخول في الملكوت بأنفسنا، ونجذب الآخرين إليه لأنها أعظم قيمة وأكثر أهمية من الأمور المادية؛ وهكذا إن طلْبَ الملكوت يُعيد إلى الحاضر النظام الهدوء النفسي. أمَّا عبارة " أَوَّلاً" فتشير إلى سُلّم الأولويات، حيث يريد يسوع منا الانتباه إلى ما هو أساسي في جداول أعمالنا اليومية دون أن يُبعدنا عن مسؤولياتنا وواجباتنا الزمنية، حيث لا يجوز الاهتمام برزق الحياة على حساب الله، ويُعلق القديس أوغسطينوس "بقوله كلمة "أولًا" أشار إلى طلبنا هذه الأشياء، ولكننا لا نطلبها أولًا، لا من جهة الزمن بل حسب الأهمّية، فملكوت الله نطلبه كخير نسعى نحوه، أمَّا ضروريّات الحياة نطلبها نحن كضرورة نحتاج إليها لتحقيق الخير الأعظم الذي نسعى نحوه"؛ أمَّا عبارة "مَلَكوتَه" فتشير إلى النظام الذي أتى المسيح ليُشيده في هذا العالم ويُنظِّمه (متى 4: 17)، ويدل أيضا على مجد المسيح وسلطانه (متى 16: 28) وسلطان الله على الكل (متى 6: 10)، وخاصة يدل على إرادة الله الذي يُحبنا ويُخلصنا. وأرسل المسيح تلاميذه للتبشير بهذا الملكوت وتقدُّمَه وانتشاره. أمَّا عبارة " بِرَّه" “فتشير إلى برّ المسيح الكامل الذي يُنسبه إلى الله لكل مؤمن، كما جاء في تعليم بولس الرسول "هو بِرُّ الله وطَريقُه الإِيمانُ بِيَسوعَ المسيح، لِجَميعِ الَّذينَ آمَنوا" (رومة 3: 21-22)؛ حيث أن البر الذي نطلبه من الله هو مطابقة إرادته الإِلهِيَّة حيث إننا نصبح نظراء الله في القداسة والمحبة. |
|