|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أفْتَحُ بِمَثَلٍ فَمِي. القديس أغسطينوسأُذِيعُ أَلْغَازًا مُنْذُ الْقِدَمِ [2]. "سأفتح بمثلٍ فمي" [2]. سأفتح لكم ما هو مغلق بالنسبة لليهود؛ إني أحدثكم بأمثالً، "وبدون مثلٍ لم يكن يكلمهم" (مر 34:4)، أما بالنسبة لتلاميذه، فعلى أي الأحوال كان يشرح لهم الأمثال على انفراد.ما أتحدث به بأمثالٍ علانية، أخبركم به على انفراد. كلمة "مثل" في الأصل تعني "التحكم" أو "التسلط"، لأن الحديث بالأمثال له تأثيره وسلطانه على الفكر والنفس. أما الألغاز فتعني أن الحديث عميق للغاية وغامض، لا يدركه إلا من يحبه ويبحث فيه ويتلذذ به، كما قيل: "يسمعها الحكيم فيزداد علمًا، والفهيم يكتسب تدبيرًا، لفهم المثل واللغز أقوال الحكماء وغوامضهم" (أم 5:1-6). أما كلمة "أذيع" فتعني هنا "أفيض"، وكأن المرتل يمثل نهرًا يفيض بالأسرار الإلهية على النفوس التي تشتاق إلى المعرفة. يتحدث السيد المسيح بأمثال كما بألغاز أي بأسرارٍ إلهية فائقة وخفية، حتى من يطلبها يبحث فيها فيجد سؤل قلبه. يقول القديس جيروم ربما يسأل أحد: لماذا طبقَّ ما ورد عنها على شخص السيد المسيح؟ فيجيب بأنه يجب علينا كمسيحيين أن نصدق الإنجيليين، لأنهم طبقوه عليه. * "سأنطق بأسرارٍ منذ القدم"، لأن كلمة "أسرار" في النص العبري هي "الغاز". كل شيء قيل في لغزٍ، فلم يكذب في الكلمات نفسها بل (لم يفهموا) معانيها . * ها أنتم ترون أن متى الإنجيلي قبل هذا العدد باسم المسيح (مت 34:13-35). عندما قدم الرب أنه يتكلم بأمثال تفوق إدراك الشعب، يقول إن هذا حدث ليتم الكتاب: "سأفتح بمثالٍ فمي، انطق بمكتوماتٍ منذ تأسيس العالم" . القديس جيروم * في أوقات مخلصنا تكلم اللوغوس إلى الرسل بأقوال سرية. إذ تقول عنه النبوة: "سيفتح فمه بالأمثال، وينطق بمكتوماتٍ منذ تأسيس العالم" (راجع مز 78: 2)... إنها فعالية الكلمة نفسه، إذ هو قوي وفعّال (عب 4: 12)، يجتذب إليه خفية وبطريقة غير منظورة كل أحدٍ يقبله . القديس إكليمنضس السكندري * إذ يبدأ يروي ويشير إلى تلك الأمور التي تبدو أنها تحتاج إلى من يسمعها أكثر من أن يفسرها، يقول: "أفتح بمثلٍ فمي، أذيع ألغازًا منذ البداية". من لا يستيقظ هنا من نومه؟ من يجسر ويتسرع في قراءة الأمثال والألغاز كما لو كانت واضحة بذاتها مع أنه من أسمائها ذاتها يتضح أنه يلزم البحث برويةٍ عميقة لها؟ |
|