لما عادت مريم إلى الناصرة ظهرت أمارات الحبل عليها فلم يشك فيها أحد سوى يوسف خطيبها، ذلك أنَّ العذراء كان قد عقد لها على يوسف عقد زواج بحسب عادة اليهود، وكان خلال السنة التي تخطب فيها الفتاة للرجل، يحق فيها للرجل أن يعرفها معرفة زواج ولئن كانت لا تزال في دار أهلها، وقبل أن تزف إليه في الحفلة الكبرى فتنتقل على أثرها إلى داره. ولذلك لم يشك أحد بمريم سوى يوسف الذي أراد تخليتها سراً. أما الآخرون فقد ظنوا بأنها حُبلى من يوسف، إذن مريم اعتبرت خطيبة يوسف لأنها لم تكن قد زفَّت إليه بعد، واعتبرت امرأته لأنه كان قد عقد له عليها عقد زواج، ولما طمأنه الملاك بطهرها سماها امرأته قائلاً: «يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأنَّ الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس»(مت 1: 20).