|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعتمد يسوع تكريسا لخدمته العلنية اعتمد يسوع ليتَّم الاعتراف به علنا بواسطة يوحنا المعمدان الذي جاء ليُعدَّ له الطريق، ويدعو الناس للتوبة استعدادا لمجيئه " صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: ((أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ وآجعَلوا سُبُلَ إِلهِنا في الصَّحْراءِ قَويمة" (أشعيا 40: 3). وفي الواقع، كان يسوع على أهبة خدمته العلنية مُكرّسًا نفسه بمعموديته لكي يتلقَّى قوة الروح القدس لتنفيذ مهمته المسيحانية. ويتكلم أشعيا على هذه المهمة بقوله "قد جَعَلتُ روحي علَيه فهو يُبْدي الحَقَّ لِلأُمَم. أَنا الرَّبَّ دَعَوتُكَ في البِرّ وأَخَذتُ بِيَدِكَ وجَبَلتُكَ وجَعَلتُكَ عَهداً لِلشَّعبِ ونوراً لِلأُمَم لِكَي تَفتَحَ العُيونَ العَمْياء وتُخرِجَ الأَسيرَ مِنَ السِّجْن والجالِسينَ في الظُّلمَةِ مِن بَيتِ الحَبْس" (أشعيا 42: 1، 6-7). نزول الروح القدس على يسوع هو تأكيد لتكريسه للخدمة العلنية، كما جاء في تعليم بطرس الرسول "وأَنتُم تَعلَمونَ الأَمرَ الَّذي جرى في اليَهودِيَّةِ كُلِّها وكانَ بَدؤُه في الجَليل بَعدَ المَعمودِيَّةِ الَّتي نادى بِها يُوحنَّا، في شأنِ يسوعَ النَّاصِرِيّ كَيفَ أَنَّ اللهَ مَسَحَه بِالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَة، فمَضى مِن مَكانٍ إلى آخَر يَعمَلُ الخيرَ ويُبرِئُ جَميعَ الَّذينَ استَولى علَيهم إِبليس، لأَنَّ اللهَ كان معَه"(أعمال الرسل 10: 37-38). إنَّ المسيحَ قَبِلَ الروحَ، وذلك كإنسان. ولم يقبَلِ الابنُ الوحيدُ الروحَ القدسَ لنفسِه، بل في نفسه من أجلنا. فهو روحُه، ويقيمُ فيه، وبه يُوهَبُ. ومن حيث إنه إنسان أخذ يسوع في ذاته الطبيعة الإنسانية كلها ليُصلحها كلها ويُعيدها إلى كمالها. ويُعلق القديس كيرلس "حلّ أولاً على المسيح الذي قبل الروح القدس لا من أجل نفسه، بل من أجلنا نحن البشر، لأنَّنا به وفيه ننال "نعمة على نعمة" (يُوحنَّا 1: 16). في الواقع، جميع الخيرات تأتينا عن طريق يسوع المسيح. جاء الروح ليمسح يسوع في خدمته العلنية. ومن هذا المنطلق، بدأ يسوع رسميا خدمته العلنية بالمعمودية (يُوحنَّا 1: 31-34). وغرض هذه الخدمة هي مقاومة قوة الشيطان في الناس وكسر شوكته ليُخلص الإنسان من الخطيئة والموت وليُعيد إليه نعمة الخلاص والحياة الأبدية. وقبل الآب تكريس الابن نفسه "هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت" (متى 3: 17)، ولذلك، يهب الآن الآب روحه مُجدّدا للابن، لنحصل نحن به على الروح. والروح الإلهي يُشكل الشعب الجديد خلال الخروج الجديد! ونحن نستطيع أن نُدرك مدى أهمية المعموديّة من كلمات القديس ايرونيموس "لم يكرز المخلّص نفسه بملكوت السماوات إلاّ بعد تقديسه الأُردُنّ بتغطيسه في العماد". والكنيسة تهتم بالمعمودية، لأنه حتى المسيح لم يبدأ خدمته إلا بعد أن اعتمد. بالمعمودية نصح الإنسان الجديد الذي ينال الروح القدس، ويعيش بحبٍ بنويٍ مع الله في تواضع وإيمان. |
|