|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيحي والماديات (ب) السبت 06 اكتوبر 2012 لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب تحدثنا في العدد الماضي عن أن ما في العالم هو: شهوة الجسد, ونتابع: 2- شهوة العيون: والمقصود بها حب الامتلاك, يري الإنسان شيئا فلا يستطيع أن يقاوم الرغبة في امتلاكه!! وهذا ما نراه حولنا في كل يوم... ما نسميه بالشهوة الاستهلاكية, فالتليفزيون يعرض أمامنا كل يوم أنواعا من المقتنيات والمأكولات... فنسير وراء هذه الشهوة, ونصرف الكثير من النقود, ونسبب الكثير من المشاكل العائلية. أما النفس الشبعانة فهي تدوس العسل (أم 27:7), أي إنها لا تسقط تحت إغراء الإعلانات والدعاية. كذلك فهي لا تسقط تحت إيماءات غريزة حب التملك...فهي تمتلك اللانهاية, والخلود, والأبدية... وتهتف مع العروس: أنا لحبيبي وحبيبي لي ولهذا فهي لا تشعر بالجوع, بل تقول مع المرنم: الرب راعي, فلا يعوزني شئ!! 3- تعظم المعيشة: هذا ما يصبو إليه الكثير من الشباب, كيف يعيش حياة فيها بذخ وترف ولهو وملذات... وينسي إن هذا التعظم والتنعم ليس هو سر الفرح والسعادة, بل بالعكس يقول الكتاب: المتنعمة ماتت وهي حية ذلك لأنها فقدت شبع الروح, وعظمة المركز الإلهي, فالمولود من الله يري في نفسه كرامة وعزة ورفعة ترفعه فوق شهوات الأرض, الأمر الذي لا يحس به الإنسان الغريب عن الله!! وهنا أتذكر كلمات الشيخ الروحاني: يا ابن الملك, لماذا تبحث عن كسرة خبز؟!. إن أولاد الله يشعرون بكرامة فائقة, ويحسون أنهم أبناء ملك الملوك, وليس في كل العالم من مركز أعلي من هذا المركز!!. ولكن... كيف؟ إن محبتنا للعالم كأشياء وشهوات, لا يمكن أن تنتهي إلا بالبديل!! والبديل هو الرب يسوع! حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح, الذي به صلب العالم لي, وأنا للعالم (غل6:14). هنا الدواء: أن نتحد بصليب الرب!! فالصليب هو الحب!! وهو العطاء!!وهو دواء الشهوة النجسة!! وهو الاتحاد بالله!! وهو التطلع إلي أورشليم السماوية!! وكل من اقتني المسيح, اقتني الخلود... من هنا يسهل عليه أن يتخلي عن العالم المادي المحدود الخاطئ الزائل, لكي يشتري الملكوت الروحي واللانهائي والمقدس والخالد إلي الأبد!! نعم.. إنها صفقة مقدسة!! الصلب المتبادل: إن الاتحاد بصليب الرب يحدث لنا نوعا من الصلب المتبادل: صلب العالم لي, وأنا للعالم (غل 6:14)... أي أن الإنسان المسيحي يصير العالم بالنسبة إليه شيئا مصلوبا, ميتا, تفوح منه رائحة النتانة, فلا يجد فيه شيئا يشتهي!! وفي المقابل, يصير الإنسان المسيحي الحقيقي, مصلوبا بالنسبة إلي العالم, أي أن أهل العالم لا يستطيعون تحريك شهواته, لأنه مات عنها. طوبي لمن يرتل مع المرنم: من لي في السماء... ومعك لست أريد شيئا علي الأرض (مز 73:25). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيحي والماديات (أ) |