|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّكَ أَنْتَ يَا اللهُ اسْتَمَعْتَ نُذُورِي. أَعْطَيْتَ مِيرَاثَ خَائِفِي اسْمِكَ [5]. بحسب الترجوم Targum، التفسير اليهودي القديم للكتاب المقدس، الملك الذي يسمع له الله نذوره، هو "الملك المسيا King Messiah". يقول عنه الرسول بولس: "الذي في أيام جسده، إذ قدَّم بصراخٍ شديدٍ ودموعٍ، طلبات وتضرعات للقادر أن يخلِّصه من الموت، وسُمع له من أجل تقواه" (عب 5: 7). ما هي النذور التي قدمها كلمة الله، إلا أن يقدس ذاته أو يكرس حياته لأجل خلاص العالم ومجد المؤمنين به، إذ يقول في صلاته الوداعية: "لأجلهم أُقَدِّس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضًا مُقدَّسين في الحق" (يو 17: 19). ونحن كأعضاء في جسده نحمل شركة سماته، ونقدم نذرًا أن نعيش بروحه القدوس مقدسين، نعمل لأجل تقديس كل إنسان، ونمو ملكوت الله في كل قلبٍ، مستعذبين كل ألم كشركة مع المسيح المصلوب. لقد سمع الآب لصلاة الابن الوداعية؛ هذه الاستجابة هي رصيدنا السماوي، حيث تطمئن نفوسنا أن ما نطلبه باسم المسيح المخلص لحساب ملكوته يحقق لنا الآب. ونحسب هذه الاستجابة ميراثًا خاصًا بنا إن كنا بالحقيقة خائفي الرب ومتقيه. * الذين يبلغون قمة الكمال لهم ميناؤهم، ليس في الحياة، ولا في القيامة، ولا في أي أمر نعجب به، وإنما في ذاك المُشتهى وحده، الذي من أجله يحسبون الكارثة بهجة، والتعب راحة عذبة، السكنى في الصحراء أفضل من حياة المدن، وأكثر غنى من الثروة... هذه هي المكافأة التي ينتظرها الذين يمارسون الفضيلة. إنها ميراث لمن يخدمون الله، كما يعلن النبي (إش 65: 9) . ثيؤدورت أسقف قورشما هو الميراث الذي يتمتع به المؤمن كملك، إلا أن يتمتع بحقوقه كابن لله، نال التبني في مياه المعمودية، ويفرح أيضًا أن يتمتع البشر بهذه النبوة، ويصير لهم حق الميراث الأبدي في الأمجاد السماوية. * لنستمر إذن في مخافة اسم الله، فإن الآب السماوي لا يخدعنا. الأبناء يتعبون لكي ينالوا الميراث من والديهم، هؤلاء الذين يخلفونهم بعد مماتهم. فهل نحن نتعب لنقبل الميراث من ذاك الآب، الذي لا نخلفه بعد موته، بل نحن معه في ذات الميراث، إذ نحيا إلى الأبد؟ القديس أغسطينوس* إن الميراث الذي أُعطي لبني إسرائيل هو أرض الموعد التي تفيض لبنًا وعسلًا. وهي أرض فلسطين التي فقدوها. دُعيت ميراثًا لأنها أُعطيت لآبائهم من الله بالموعد. وأما الميراث الحقيقي الثابت امتلاكه الذي أعطاه الله للمؤمنين فهو ملكوته السماوي الموعود به لهم، كقول ربنا له المجد: رثوا المُلك المُعد لكم والحياة الأبدية. الأب أنثيموس الأورشليمي |
|