|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَأَنْتَ يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُود،ِ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، انْتَبِهْ، لِتُطَالِبَ كُلَّ الأُمَمِ. كُلَّ غَادِرٍ أَثِيمٍ لاَ تَرْحَمْ. سِلاَهْ [ع5]. إن كان الأشرار قد ظنوا أنهم أقوياء، وفي ضعف يحسبهم الصِديق هكذا، لكنه إذ يتطلع إلى إلهه يدرك أنه ليس من خليقة تقدر أن تقف أمامه. هو رب القوات، وفي نفس الوقت "إله إسرائيل"، أي الإله المحب لشعبه ومؤمنيه؛ كليّ القدرة وكليّ الحب، يحمي أولاده من كل الأمم الشريرة! "إله الجنود" أو "رب القوات": يُستخدم مثل هذين التعبيرين حينما يشعر المؤمن (أو الشعب) أنه مُحاط بجيوش، وصار في خطرٍ، فيطلب الله رب الجيوش السماوية التي لا تقدر جيوش العالم أن تقف أمامها. "إله إسرائيل"، أو إله الشعب العبراني، سلالة يعقوب أو إسرائيل، الإله المدافع عن شعبك، قم وخلصني، فإنني أحد أعضاء شعبك الذي دخلت أنت معه في عهدٍ، وقدمت له وعود خاصة بحمايته. يطلب منه أن يطالب كل الأمم أو يفتقدهم بالعقوبة أو التأديب. ولعله حسب مقاوميه الأشرار، المملوءين عنفًا وعدم أمانة أشبه بالأمم الوثنية. هذا الاصطلاح كثيرًا ما استخدمه داود النبي. ليس من أمر مخفي عنه، لكنه طويل الأناة، يطالب كل الأمم، إذ هو ديان الأرض كلها. إذ يُحاكم البشرية، يسقط الأشرار تحت عدم الرحمة، لأنهم لم يمارسوها ولا عرفوها. فمن لا يرحم أخاه لا يتمتع بالرحمة الإلهية. يرى بعض الآباء أن العبارة هنا لا تعني الانتقام من الأمم، بل دعوة الأمم لقبول الإيمان الذي رفضه إسرائيل أو اليهود في أيام السيد المسيح. كثيرًا ما يتحدث داود النبي عن كثرة الأعداء المقاومين له (مز 27: 3؛ 118: 10-12). وها هو هنا يضع الله أمام عينيه كديان لكل الأمم الوثنية، معلنًا أنه لن يعود يضطرب، لا لكثرة العدد، ولا لقدرتهم، مادام الله يتدخل في الأمر. * إنه لقول صادق، لم يُقل بلا هدف، ولا يمكن تجاهله بأية وسيلة: "كل غادرٍ أثيم لا ترحم". لكنه رحم بولس، الذي كان قبلًا يعمل إثمًا كشاول. فإنه أي عمل صالح فعله حتى يصير متأهلًا للرحمة...؟ ألم يكره قديسيه حتى الموت؟ ألم يحمل رسائل من رئيس الكهنة بقصد أن يعاقب كل من يجدهم من المسيحيين، مسرعًا بهم إلى العقوبة؟ إذ انكب على هذا ألم يكون قاتلًا ينفث مهددًا، كما يشهد عنه الكتاب المقدس؟ ألم يصدر من السماء صوت قديم يستدعيه، ويطرحه أرضًا، ويقيمه؛ يعميه ويهبه استنارة، يقتله ويحييه، يحطمه ويصلحه؟ في مقابل أي استحقاق حدث هذا؟ لا نقل شيئًا سوى ما نسمعه. إنه يقول: "أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا، لكنني رُحمت" (1 تي 1: 13). بالتأكيد: "كل غادر أثيم لا ترحم" يمكن تفسيرها بطريقتين، إما أنه بالحقيقة لا توجد خطية بدون عقاب (مادام الإنسان لم يتب عنها)، أو أنه يوجد نوع من الإثم لا يرحم الله فاعله (وهو الإثم المتعمد مع معرفة ذلك دون التوبة). القديس أغسطينوس |
|