القديس أفراهاط الحكيم الفارسي
الآن المسيح خلص من السيف، وصعد من الجحيم، وقام حيًا في اليوم الثالث، وبقي الله (الآب) في عونه، أما شاول فدعا الله ولم يستجب له. سأله خلال الأنبياء ولم يُعطَ له جواب. تخفى وسأل العرافين عندئذ عرف أن سيُغلب من الفلسطينيين، ويقتل نفسه بسيفه، إذ أدرك أن المعركة قد بلغت به إلي الهزيمة. أضف إلي ذلك قال داود العبارة التالية: "أخبر باسمك إخوتي، في وسط الجماعة أسبحك" (مز 22: 2). كيف يمكن أن تتحقق هذه الأمور في شاول؟ مرة أخرى قال داود: "لن تدع قدوسك يرى فسادًا" (مز 16: 10). هذه كلها تنطبق على المسيح.
عندما جاء إليهم لم يقبلوه، إنما حكموا عليه بطريقة شريرة بشهود زورٍ. وعُلق على خشبة بيديه، وثقبت يداه ورجلاه بالمسامير التي ثبتوها، فصرخت عظامه. وفي ذلك اليوم تمت أعجوبة عظيمة أن النور صار ظلامًا في وسط النهار كما تنبأ زكريا: "ويكون يوم معروف للرب،لا نهار ولا ليل، بل يحدث أنه في وقت المساء يكون نور" (زك 14: 7). ما هو اليوم الذي يتميز بأعجوبة، والذي ليس بنهارٍ ولا ليلٍ، وفي وسط المساء كان نور؟ حتمًا الذي فيه صلبوه، ففي وسط هذا اليوم حلت ظلمة، وفي المساء نور[4].]