|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العروس الجامعة: تتسم هذه العروس بالجامعة، فقد انفتح باب الإيمان أمام كل الأمم والشعوب بعد أن ظن اليهود زمانًا أن الإيمان بالله قاصر عليهم دون غيرهم. ويتمتع بهذا الإيمان كل الفئات حتى وجد أباطرة وملوك وأمراء لهم نصيبًا في كنيسة العهد الجديد. ففي دهشة يقول المرتل: "وله تسجد بنات صور بالهدايا، ويتلقون وجهه أغنياء شعب الأرض" [12]. كانت "صور" تمثل الغنى الفاحش خلال تجارتها العالمية مع الانحلال والفساد، بكونها بلدًا تجاريًا مفتوحًا للغرباء. وقد سبق لنا الحديث عنها في تفسيرنا لسفري حزقيال وإشعياء. ويرى القديس جيروم أن كلمة "صور" في العبرية تعني "محنة"، لذا يرى أن سكانها يشيرون إلى الساقطين تحت محنة الشيطان وبلاياه. سجود صور للعريس وتقديمها هدايا يشيران إلى انجذاب الأمم إليه وتقديم العبادة. وكما يقول الأب أنثيموس الأورشليمي: [ستخضع له كافة الأمم، لأنه للمسيح تنحني كل ركب. وقد ذكر صور المدينة التي كانت تُتاخم بلاد اليهود، وكانت فيها عبادة الأصنام زائدة. وأيضًا بذكره صور شمل كافة الأمم، وهذا تعريف للكل من الجزء. فيقول إن الأمم جميعها التي هي على مثال أهل صور ستخضع له، وتقدم له هدايا الإيمان المستقيم والأعمال الصالحة]. بقوله: "ويتلقون وجهه أغنياء شعب الأرض" [12] يرى المرتل أن المؤمنين بالسيد المسيح هم الأغنياء في الإيمان، الذين صاروا به ملوكًا وكهنة (رؤ 2: 1)، أغنياء في عيني الله الذي يتقبلهم أبناء له بروحه القدوس في مياه المعمودية. بمعنى آخر إذ تقدم إليه الأمم من كل العالم ينالون غنى وشبعًا ومجدًا داخليًا فلا يشعرون بعوزٍ أو احتياج. هذه هي إحساسات الرسول بولس الذي يجد في مسيحه كنوز الحكمة والعلم (كو 2: 3)؛ كما يقول: "إنكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم" (1 كو 1: 5). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صور لأم النور | العروس: لأنها العروس الذي اختارها الله |
مزمور 45 - مجد العروس |
مزمور 45 - الملكة العروس |
العروس المتهللة |
قفازات العروس |