![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() نحميا يصرخ إلى الله اسْمَعْ يَا إِلَهَنَا، لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا احْتِقَارًا. وَرُدَّ تَعْيِيرَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَاجْعَلْهُمْ نَهْبًا فِي أَرْضِ السَّبْيِ. [4] لم يرد نحميا السخرية بالسخرية، ولا النقد بالنقد. لم يمل أذنيه إلى كلمات سنبلط، إنما رفع قلبه إلى إله السماء الذي دعاه للعمل. حسب نحميا أن هذه الجريمة التي يرتكبها الأعداء ليست ضد المدينة وسورها وحجارتها، بل ضد الشعب نفسه. لم يشغل فكر الشعب بمقاومة الأعداء، ولا قاوم الشر بالشر (راجع رو 12: 17-21)، إنما كان يسندهم للعمل بقوة وبروح لا تُقهر. كان رد الفعل في نحميا ليس الهروب من المعركة، أو التوقف عن العمل، أو الدخول في تفاوض مع المقاومين، إنما الالتجاء إلى صاحب الكرم نفسه. وقف يطلب باسمه وباسم كل العاملين أن يتدخل الله ليُبطل قوات الظلمة المقاومة للحق الإلهي. لعل هذه الصلاة رددها نحميا، وحفظها العاملون في سور ليلهجوا بها بكل قلوبهم أثناء العمل. صارت أغنية كل واحدٍ من العاملين. عبر كل العصور لا يكف عدو الخير عن تعيير الله على لسان أتباعه المتكبرين والجهال وعبدة الأصنام، حيث يوجهون التعيير للمؤمنين. لأن غيرة بيتك أكلتني، وتعييرات معيريك وقعت عليَّ (مز 69: 9). قم يا الله، أقم دعواك، أذكر تعيير الجاهل إياك اليوم كله (مز 74: 22). تعيير الأحمق مكروه، وعطية الحاسد تكل العيون (سيراخ 18: 18). الاستهزاء والتعيير شأن المتكبرين والانتقام يكمن لهم مثل الأسد (سيراخ 27: 31). اسمعوا لي يا عارفي البرّ، الشعب الذي شريعتي في قلبه لا تخافوا من تعيير الناس، ومن شتائمهم لا ترتاعوا (اش 51: 7). سمعت تعييرهم يا رب، كل أفكارهم عليّ (مرا 3: 61). قد سمعت تعيير موآب، وتجاديف بني عمون، التي بها عيروا شعبي وتعظموا على تخمهم (صف 2: 8). فكان عند الشعب سرور عظيم جدًا، وأزيل تعيير الأمم (1 مكابيين 4: 58). لأن المسيح أيضًا لم يرضِ نفسه، بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت عليّ (رو 15: 3). من جهة مشهورين بتعييرات وضيقات ومن جهة صائرين شركاء الذين تصرف فيهم هكذا (عب 10: 33). * كيف يمكننا أن نصير مقتدين بالمسيح؟ بممارسة كل شيء من أجل المصلحة العامة وليس لمجرد نفعنا الخاص. يقول بولس: "لأن المسيح أيضًا لم يُرضِ نفسه، بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت عليَّ" (رو 15: 3). ليته لا يطلب أحد شيئًا لنفسه. بالحق يطلب الإنسان ما هو لخيره، عندما يتطلع إلى خير قريبه. ما هو لخير الأقرباء هو خيرنا نحن، فنحن جسد واحد، وأعضاء لبعضنا البعض . القديس يوحنا الذهبي الفم *في المزمور الثامن والستين (LXX) يقول المخلص إنه لم يأتِ لأجل مسرته بل لأجل مسرة الله الآب. إذ يقول: "لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني". (يو 6: 38) اعترض اليهود وحكموا عليه بالموت كخاطئ. لذا يضع المرتل نفسه في موضع المسيح ويقول: "تعييرات معيريك وقعت عليَّ" (مز 69: 9) الأب أمبروسياستر |
![]() |
|