أن القديس توما اللاهوتي نفسه يورد عن ذلك قائلاً: أنه كما أن ناسوت يسوع المسيح ولئن كان ممكناً له أن يقتبل من الله نعمة ملكية أعظم (اذ أن النعمة الملكية: وهذا هو السبب: هي موهبة مخلوقة، فيلزم أن نقر بأن جوهرها هو محدود، لأنه يوجد مقدار محدود من الأستيعاب لكلٍ من الخلوقات. وهذا المقدار المحدود لا يثني حقوق القدرة الإلهية، عن وسعها أن تبدع خليقةً أخرى ذات أتساعٍ أعظم...) فمع ذلك نظراً الى الأتحاد بالأقنوم الإلهي فلم يقدر أن يقتبل شرفاً أعظم. لأن القدرة الإلهية ولئن كانت تستطيع أن تخلق شيئاً ما أعظم وأجود من النعمة المكلية، التي وجدت في المسيح، فمع ذلك لن تقدر أن تصنع شيئاً متجهاً الى ما هو أعظم من الأتحاد الأقنومي الكائن فيما بين الآب والأبن الوحيد، وبالعكس هو أن البتول الطوباوية لم تكن موضوعاً قابلاً لأن ترتقي الى مرتبة أعظم مما رفعها الله إليه، وهي صيرورتها أماً لله، لأنه من حيث أنها هي والدة الإله، فهي حاصلة على مقامٍ هو غير متناهٍ على نوعٍ ما، وفائزة به من الخير المحض الغير المتناهي الذي هو الله. ولذلك لم تكن هي قابلةً لأن تحصل على شيء أجود من هذا