|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح المعلم: لهذا المزمور طابعه الخاص، إذ يتحدث عن السيد المسيح بكونه المعلم، وقد ركز على سمة المعلم كما كشف لنا عن دور التعليم في حياة المؤمنين. فالمعلم -في عينيّ داود المتالم- لا يقدم معلمومات عقلانية أو معرفة ذهنية مجردة، إنما هو أولًا وقبل كل شيء مخلص وأب وراعي وصديق وطبيب. كان داود النبي يعاني من الشعور من العزلة، إذ صرخ: "انظر إليّ وارحمني، لأني ابن وحيد وفقير أنا"... شعور بالعزلة مع العوز أو إحساس بالنقص! عانى أيضًا من الخطايا خاصة تلك التي لحقت به أيام صباه: "خطايا شبابي وجهلاتي لا تذكرها". أدرك أيضًا أنه محاط بأعداء يستهزئون به: "لا تُضحك بي أعدائي"، "انظر أعدائي، فإنهم قد كثروا وبغضًا ظلمًا أبغضوني". في مرارته شعر بمرارة الشعب ككل: "يا الله انقذ إسرائيل من جميع شدائده". بمعنى آخر كان داود محتاجًا إلى المعلم الحقيقي ابن داود الذي وحده يحل كل مشاكله ومشاكل الشعب: - فهو معلم شخصي لكل مؤمن خاصة المتألم، وهو معلم الجماعة ككل ينقذها من شدائدها. - معلم مُشبع، فيه كل الكفاية ينزع عن النفس شعورها بالعزلة، بحلوله داخلها، ويعالج شعورها بالفقر إذ افتقر ليغنيها بذاته كنز الحكمة والمعرفة. - معلم قادر أن يغفر الخطايا ويستر بدمه الآثام. - معلم قوي، يحصن النفس ضد الأعداء الروحيين غير المنظورين. |
|