|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أفراهاط الحكيم الفارسي مع الملك فالنس بقي القديس ملازمًا قلايته لا يخرج منها، وقد تحولت إلى مركز روحي قوي، يتعزى كل القادمين إليه بكلمات النعمة الخارجة من فمه، ويتمتعون ببركات عمل الله معه. إذ نفي الإمبراطور فالنس ملاتيوس أسقف أنطاكية، وأثار الاضطهاد على الكنيسة بسبب فكره الأريوسي، دخل أفراهاط مدينة أنطاكية، وكان يشجع المؤمنين، ويشددهم على الإيمان المستقيم، مبرهنًا لهم على لاهوت السيد المسيح. وكان الأريوسيون يعجزون عن مقاومته أو مجادلته من أجل النعمة التي وُهبت له خلال كلماته وحياته والعجائب التي كان الله يجريها على يديه. لذا كان الأريوسيون يهابونه ويريدون التخلص منه. يصف لنا ثيؤدورت قصة لقاء البار أفراهاط مع الإمبراطور فالنس حيث كتب: [على شمال نهر الأورنت Orontes يقع القصر. وعلى الجنوب يوجد رواق من دورين فسيحين، مبني على سور المدينة، وبه أبراج عالية من كل جانب. وبين القصر والنهر يوجد طريق عام مفتوح للمارة القادمين من المدينة، يقود الباب في هذا الحي إلى البلدة في ضواحيها. حدث أن كان البار أفراهاط عابرًا هذا الطريق العام في طريقه إلى ساحة تدريب الجنود ليقوم بعملٍ رعويٍ لشعبه. وإذ كان الإمبراطور يتطلع إلى أسفل من بهو القصر ورآه سائرًا مرتديًا عباءة عادية من جلد الماعز ويسير بسرعة بالرغم من تقدم سنة، أدرك أنه أفراهاط الذي التصقت به كل المدينة، فصرخ الإمبراطور: "أين أنت ذاهب؟ أخبرني". بمهارة وسرعة بديهة أجاب "لأصلي من أجل الإمبراطورية". قال الإمبراطور: "كان الأفضل أن تبقي في مسكنك وتصلي وحدك كراهبٍ". قال الرجل القديس: "نعم، إني ملتزم بالعمل هكذا، وأنا دومًا أفعل هذا حتى الآن، مادام قطيع المسيح في آمان. لكن الآن إذ القطيع مرتبك وفى خطورة ومحنة عظيمة يتعرض للافتراس بالوحوش، يلزمني ألا أترك وسيلة لأعمل بها على إنقاذ الرضيع. أخبرني يا سيد، لو أنني كنت فتاة أجلس في حجرتي وأنظر وإذا بوهج لهيب يسقط على البيت واشتعلت النار في بيت أبي، فماذا يلزمني أن أفعل؟ أخبرني، هل أبقي جالسًا في الداخل ولا أبالي بالبيت وقد اشتعلت فيه النيران، وأنتظر حتى تقترب إليّ النار؟ أم أترك موضعي وأجري هنا وهناك وأحضر ماءً وأحاول إطفاء النار؟ حتمًا ستقول لي الأمر الأخير، فإن هذا ما يليق أن تفعله الفتاة الجادة الشجاعة. وهذا هو ما أفعله الآن يا سيد. إنك تشعل النار في بيت أبينا، ونحن نسرع ساعين لإطفائها". هكذا قال أفراهاط هذا، فهدده الإمبراطور، لكنه لم يعد بعد يتكلم. هدد أحد حجاب القصر الإمبراطوري البار بعنفٍ شديدٍ، فكان مصيره الآتي. كان موكلاً إليه الاهتمام بالحمام. في الحال بعد المناقشة نزل ليهيئ الحمام للإمبراطور. وعند دخوله فقد صوابه ونزل في المياه المغلية قبل مزجها بالماء البارد، فلقي مصرعه. جلس الإمبراطور منتظرًا إياه ليخبره بأن الحمام مُعدْ ليدخله. ولكن إذ طالت مدة انتظاره، أرسل بعض رجاله ليخبروه عن سبب التأخير. دخلوا وصاروا يبحثون عنه في الحجرة فاكتشفوا أن الحاجب ميتًا في الماء المغلي. عرف الملك ذلك وعرف من معه قوة صلوات أفراهاط، لكنهم لم يتخلوا عن تعاليمهم الشريرة، إذ تقست قلوبهم مثل فرعون. وإذ عرف الإمبراطور المخبول لم يتعظ من المعجزة بل هاج جنونه ضد التقوى[10].] لم يمض إلا وقت قليل ومات فالنس في حريق، فاستراحت الكنيسة من مقاومته. |
|