أعمدة الحجاب وأعمدة المدخل:
يقوم الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس على أربعة أعمدة، فإن كان هذا الحجاب يمثل عزل الإنسان وحرمانه من الدخول إلى حضرة الله والتمتع برؤيته، فإنه في الحقيقة يمثل حبنا للعالم، أو شهوات الجسد الذي أخذ من التراب (العالم)، لذلك فإن الأربعة أعمدة هنا تُشير للعالم (أربعة جهات المسكونة) أو شهوات الجسد، الأمور التي انهارت بارتفاع السيد المسيح على الصليب، حيث انشق حجاب الهيكل.
أما ستارة المدخل (السجف) فتقوم على خمسة أعمدة؛ ورقم خمسة يُشير غالبًا إلى الحواس الخمس، فلا دخول إلى المسكن إلاَّ بتقديس الحواس الخمس. لهذا شُبه ملكوت السموات بالخمس عذارى الحكيمات اللواتي حملن مصابيحهن المتقدة، أي لهن الحواس المقدسة والمستنيرة بالروح القدس، أما ملكوت إبليس فشبه بالخمس عذارى الجاهلات اللواتي لهن مصابيح غير موقدة، لأن حواسهن قد انطمست في الظلمة ولم تقدر على الدخول إلى العرس السماوي (مت 25).