القدِّيس إكليمنضس السكندري
الأخلاقيات
يصرخ المُربِّي قائلاً: “الإنسان الذي يتعدَّى على فراشه قائلاً في نفسه: من يراني؟ حولي الظلمة، والحيطان تسترني، ولا أحد يراني، فماذا أخشى؟ إن العلي لا يذكر خطاياي” (ابن سيراخ 23: 25-26)؛ ملعون مثل هذا الإنسان أكثر من الجميع، ذاك الذي يخشى أعين البشر فقط، ويظن أنه سيهرب من رؤية الله له، “لأنه لا يعرف شيئًا. يقول الكتاب: “لأن أكثر بهاءً ولمعانًا من ضوء الشمس آلاف المرات عينا العليّ، ذاك الذي يراقب كل طرق البشر، ويخترق ببصره كل ما هو خفي”. مرة أخرى يتوعدهم المُربِّي ، قائلاً بإشعياء: “ويل للذين يتعمَّقون لكي يكتموا رأيهم عن الرب، فتصير أعمالهم في الظلمة، ويقولون: من يبصرنا؟ ومن يعرفنا؟” (إش 29: 15). لأن الإنسان يمكن أن يهرب من الضوء المحسوس المنظور، أما من نور العقل فلن يستطيع أن يهرب. وكما يقول هيراقليطس Heraclitus: كيف يمكن لإنسان أن يهرب من مراقبة من لا يغفل ولا ينام؟ لذلك يلزمنا ألاَّ نلجأ إلى الظلم لكي نستر به أعمالنا، لأن بداخلنا نور ساكن فينا، وكما قيل: “والظلمة لم تدركه” (يو 1: 5)، والليل الدامس نفسه يستنير بالعقل الرزين المعتدل.
كل من يرتكب خطية الزنا، لا يؤذي قريبه ولا يسيء إليه، بل يسيء إلى نفسه، إلى جانب انه يُحقِّر من قدره ويسيء إلى سمعته. لأنه من يرتكب الخطية، يزداد سوءًا قدر الخطية التي يرتكبها، وينحط قدره مما كان عليه.