+ كان هدف بولس النهائي من هذه الرحلة الوصول إلى أورشليم، ووصلها في وقت مناسب لعيد الفصح، ولكنه لم يعد يشعر بهزة الفرح في هذه العاصمة الذي صبغ جوّها قلوب المسيحيين بالتهّود الضيق! لذلك غادرها حالما انتهى العيد قاصدًا إلى أنطاكية: هذه المدينة التي أصبحت "المركز - الأم" للمسيحيين الأمميين والتي بدأ فيها كرازته، وخرج منها ليحمل البشارة إلى كافة الأمم. وكم كان يشتهي أن يبقى فيها مع أحبائه القدامى، ولكنه لا يستطيع فعمله واسع سعة الأفق الشامل للعالم كله، والأيام تمر سراعًا.