|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنها لشهيرةٌ هي خبرية ثاوفيلوس المعرقل المدونة من البطريرك القسطنطيني أوتيكانوس، الذي كان هو شاهداً عيانياً على حقيقة الأمر الآتي إيراده المثبت من القديس بطرس داميانوس أيضاً. ومثله من القديسين برنردوس وبوناونتورا وأنطونينوس، ومن غيرهم آخرين كما يوجد مدوناً من الأب كراسات. فقد كان ثاوفيلوس هذا رئيس شمامسةٍ في كنيسة مدينة أدنه من أقليم كيليكيا وكان حاصلاً عند الشعب على أعتبارٍ عظيمٍ، حتى أن الرعية كانت تريد أرتسامه عليها أسقفاً، غير أنه قد رفض هو قبول هذه الدرجة تواضعاً منه، ولكن اذ حدث بعد ذلك أن البعض قدموا ضده شكاياتٍ، ومن جرائها قد عزل هو عن وظيفته، فأستحوذ عليه من ثم غمٌ بهذا المقدار شديدٌ، حتى أن الآلام النفسانية قد أعمت قلبه وروحه. ولذلك مضى الى أحد السحراء اليهود طالباً معونته، وهذا الساحر المنافق قد صيره أن يحصل على خطابٍ مع الشيطان مشافهةً مستمداً منه العون في أمر مصيبته، أما الشيطان فطلب من ثاوفيلوس هذا الشرط الأثيم أن كان هو يريد منه الأسعاف، وهو أن ينكر قبل كل شيءٍ يسوع ومريم أمه. وأن يدون رفضه إياهما في صكٍ محررٍ بخط يده ويدفعه اليه، فثاوفيلوس قد أرتضى بهذا الفعل الكلي النفاق وسطر الصحيفة بخطه وسلمها للعدو الجهنمي. ففي اليوم المقبل اذ أن أسقف المدينة فحص جيداً دعوى ثاوفيلوس. وعرف أنه كان بريئاً من تلك الشكايات، قد أستدعاه اليه وأستغفر منه وأرجعه الى وظيفته كما كان قبلاً، فحينئذٍ ثاوفيلوس شعر بتوبيخ ضميره شديداً بمرارةٍ كانت تمزق أحشاه على الفعل الأثيم الذي صنعه، وشرع يبكي تياراتٍ من الدموع الحارة بأتصالٍ. ثم أنطلق الى أحدى الكنائس وأنطرح أمام أيقونة والدة الإله الكائنة هناك. مغرقاً الأرض بالدموع المنسكبة منمقلتيه وهتف قائلاً: يا والدة الإله أنا لا أريد أن أقطع رجائي بعد أن لي شخصكِ مملؤاً من الرأفة والحنو ومقتدراً على أعانتي: ثم واظب على التضرعات والبكاء مدة أربعين يوماً يلتمس الغوث من هذه الأم الإلهية التي بعد ذلك ظهرت له في الليل قائلةً: ماذا صنعت يا ثاوفيلوس، لقد رفضت صداقتك وحبك لأبني ولي أنا أيضاً متنازلاً عنهما، وذلك بين يدي عدوي وعدوك الجهنمي: فأجاب ثاوفيلوس وقال لها: أنه يخصكِ أنتِ أيتها السيدة أن تغفري لي وأن تستمدي لي الغفران من أبنكِ: فاذ لاحطت هذه السيدة الرحوم قلبها حسن ثقة ثاوفيلوس ورجاه فيها قالت له: كن مطمأناً متعزياً لأني أريد أن أتوسل لله من أجلك: فثاوفيلوس اذ تشجع من هذا الوعد قد ضاعف أفعال التوبة وسكب الدموع والصلوات من دون أن يفارق مكانه أمام تلك الأيقونة، وهوذا العذراء المجيدة قد ظهرت له ثانيةً فرحةً وقالت له: أبتهج يا ثاوفيلوس مسروراً، لأني قدمت أمام الله صلواتك ودموعك وهو تعالى قد قبلها وقد غفر لك، ولكن يلزمك منذ الآن فصاعداً أن تكون عارف الجميل وأميناً نحوه عز وجل: فأجاب ثاوفيلوس قائلاً: يا سيدتي أن هذا لا يكفيني ليعزيني بالتمام لأن الشيطان لم يزل حافظاً عنده الصك الذي دفعته اليه مدوناً فيه رفضي أبنكِ وإياكِ، فأنتِ تقدرين أن تلزميه بأن يرد لي هذا الصك: فبعد ثلاثة أيامٍ اذ نهض ثاوفيلوس صباحاً من رقاده، قد رأى الصك نفسه موضوعاً على صدره، ومن ثم مضى في اليوم عينه الى الكنيسة حيث كان الأسقف حاضراً مع شعبٍ غفيرٍ، وأنطرح على قدمي هذا الراعي معترفاً جهاراً بما كان صنعه، ومخبراً بحقيقة الأعجوبة. ومسلماً بيد الأسقف ذاك الصك الذي حرقه الأسقف حالاً أمام جميع الشعب. الذين بدموعٍ غزيرةٍ من شدة الفرح كانوا يقدمون الشكر لله ممجدين رأفته ورحمته، ومسبحين حنو والدته أم الرحمة على ما فعلته مع ذاك الخاطئ، الذي من هناك رجع الى كنيسة والدة الإله مملؤاً من الفرح. وبعد ثلاثة أيامٍ فقط أنتقل من هذه الحياة وهو مكرر التسابيح والشكر ليسوع ولأمه الطوباوية.* |
|