الدسقولية = تعاليم الرسل ،
هو أحد الكتب الأصلية في الرعاية الكنسية . وهو كتاب يقدم (( روح)) النظام الكنسي وحكمته .
والاهتمام الأول في هذا الكتاب هو (( الرعاية )) أي علاقة الراعي بشعبة ، وهو يشرح طبيعة الكنيسة وشروط الراعي وواجباته ، وماهية العبادة الكنسية الأصيلة ، ودور الجماعة المسيحية في المجتمع وكيفية سلوكهم فيه ؛ وهو يقدم تعليماً مسيحياً أصيلاً ، وكل ما فيه يعبر عن المستوى الروحي والأخلاقي السامي الذي يصفه سفر أعمال الرسل .
وقد تناول في إعداده بالشرح والتفصيل الدكتور / وليم سليمان قلادة
وسوف نأتي بنصوص الكتاب كي ما نستفيد منها جميعاً مع بعض الشرح والتوضيح بتركيز على سلسلة طويلة كل عنوان مقسم لفقرات مستقلة حتى لا نمل من القراءة بل نتعمق ونعرف كيف ينبغي أن نسلك كما علمتنا الكنيسة ...
ولابد من أن نستوعب العصر التي قدمت فيه هذه النصوص لأن بعض الفقرات خاصة بعادات هذا العصر ولا تنطبق على غيره من العصور كما سوف نوضحها في حينها من خلال سياق الكلام الواضح من خلالها ...
وليعطنا الله أن نستمتع جميعاً معاً بنصوص الدسقولية ونصل للينابيع الأولى لنتقوى ونتشدد ونسلك بلياقة حسب نعمة المعمودية التي نلناها في ربنا يسوع بقوة التوبة وفعل عمل الروح القدس في قلوبنا ...
سلسلة التقليد الرسولي
1- مقدمة
الديداخي : كتبت حوالي سنة 100 ميلادية ، ولها اصل يوناني ، اكتشفت سنة 1873م
الدسقولية السريانية : كُتبت في شمال سوريا حوالي ستة 250م
المراسيم الرسولية : كتبت حوالي سنة 380م ، وهي 8 كتب
الدسقولية : ولها نصان متشابهان
نص أبو اسحق بن فضل الله : واصله القبطي يرجع إلى سنة 936م ونشره الدكتور وليم سليمان سنة 1979م ، وهو مترجم من القبطية الصعيدية سنة 1295
والنص العامي : أي النص السائد ، ونشره حافظ داود سنة 1940م ، وهو مترجم من القبطية سنة 1050م .
التقليد الرسولي : كتب حوالي سنة 215م ، وعرف في مصر باسم ( الترتيب الكنسي المصري )
الترتيب الكنسي : كتب في مصر سنة 300 – 350م ، وله أصل يوناني وترجمات لاتينية وقبطية وسريانية وعربية وإثيوبية .
قوانين هيبوليتس : دونت في مصر سنة 340م أو في رأي آخر القرن الخامس ، ولا يوجد لها سوى الترجمة العربية ، وهي صورة جديدة متحررة لكتاب التقليد الرسولي .
كتاب عهد الرب : كتب في سوريا حوالي سنة 450 – 500 م ، وأصله اليوناني مفقود ، وله ترجمات سريانية وقبطية وعربية .
هو كتاب تم تأليفه باللغة اليونانية قبل سنة 235 ميلادية ، وهو يُعتبر من أهم مؤلفات القديس هيبوليتس ، إذ قد ساهم هذا الكتاب في تشكيل الطقس الإسكندري ومعظم القوانين والشرائع والقوانين ( Nomo-Canon ) في الكنيسة القبطية ، وهي عموما قوانين في منتهى الأهمية لدراسة كثير من جوانب الحياة الليتورجية في كنيسة الإسكندرية في القرن الخامس الميلادي .
إلا أن هذا الأصل اليوناني قد فُقد ، ولكن ظل نص الكتاب محفوظاً في كنيسة مصر في ترجمات قبطية ، ثم عربية بعد ذلك ، تحت اسم :
الترتيب الكنسي المصري The Egypt Church Order
بدون أن ينتبه أحد لذلك قط ، وظل بحث العلماء مستمراً عن كتاب التقليد الرسولي المفقود ، والذي لم يكن معروفاً عنه سوى أسمه فقط ، حتى أفاق العالم المسيحي كله على مفاجأة في أوائل القرن العشرين ، وتحديداً في سنة 1910 م ، ثم في سنة 1916 م ، حين تيقن العلماء بالدراسة والتحليل والدقة ، أن الكتاب الذي حفظته كنيسة مصر باسم ( الترتيب الكنسي المصري ) هو هو كتاب ( التقليد الرسولي ) لهيبوليتس . وأنه أقدم نص كنسي نقلت عنه كل المصادر الكنسية القديمة الأخرى .
نصوص الدسقولية (1 )
المقدمـــــــــــــــــــــــةـ
1- نحن الإثنى عشر رسولاً لهذا الوحيد الواحد الابن الذي لله الآب ضابط الكل ، ربنا ومخلصنا يسوع المسيح – لما اجتمعنا معاً إلى أورشليم مدينة الملك العظيم (1) ، ومعنا أخونا بولس الإناء المختار ورسول الأمم ، ويعقوب أخ الرب (2) أسقف هذه المدينة الواحدة أورشليم .
2- قررنا (3) هذه التعاليم (4) الجامعة ؛ هذه التي حددناها لكل طغمات الكنيسة (5) . وسمينا الرتب كاستحقاقها (6) _ لأنه (7) كمثل السمائيين (8 ) هكذا أيضاً الكنيسة . وقد علمنا (9) كل واحد (10) أن يثبت بشكر بما دُعيَّ إليه من قِبل الرب .
3- الأسقف كراعٍ . القسوس معلمون . الشمامسة خدام . الأبودياقنيون (11) خدام (12) . الأغنسطسيون (13) قراء . الأبصلدسيون (14) مرتلون بفمهم . الفيلوبونس والقومة وبقية الشعب مستمعون كلام الإنجيل وعاملون الكلمة بحرص .
4- لأنه لما فرغنا من تقرير هذه القوانين ووضعناها في الكنيسة وهي الآن ، وكتاب التعليم (15) هذا لما كتبناه أرسلنا الجميع مع إكلنطس رفيقنا الخادم إلى كل المسكونة ،
5- لكي تسير كأوامرها كل كنائس المسيحيين التي تحت الشمس . إذ يعلمون باجتهاد أن الذي يسمع ويحفظ الأوامر المكتوبة فيها له حياة أبدية ودالة قدام ربنا يسوع المسيح الذي ائتمنا على هذا السرّ العظيم .
6- والذي يرفض ولا يحفظ يُطرح كمخالف ، ومسكنه الجحيم إلى الأبد – كما هو مكتوب إن الذين يصنعون الشرّ يذهبون إلى العذاب الأبدي ، والذين يعملون الحسنات يحيون إلى الأبد في ملكوت السموات آمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) أنظر ( أعمال الرسل 4: 5)
(2) قريب الرب ( مش من نفس ذات الأم أو الأب )
(3) أمرنا – ثبتنا
(4) العقيدة doctrine ( Didascalie ) الدسقولية
(5) وعينا هذا الإيمان المستقيم ( سلمناه ) – وضمن فيها الاعتراف والإيمان
(6) درجات الوظائف للكنيسة ( وعمل كل واحد فيها )
(7) طبقاً ( إن رتب الكنيسة المقدسة هي )
(8) مثل ذاك الذي في السماء ( الرتب السمائية )
(9) نحن نكلف أو نأمر
(10) واحد واحد : كل واحد على حده
(11) وكيل الشماس – وكلاء الشمامسة
(12) كأعوان ( auxiliaries ) جميع النسخ للدسقولية إعتبرت الأبودياقنيين أعوان ما عدا النسختين النسخة العربية (أ) والنسخة الإنجليزية مترجمة عن النسخة الأثيوبية (جـ ) فجعلتهم شمامسة .
(13) القارئ
(14) المغنون - المرتلون
(15) الوعظ – التعليم – العقيدة ( ديدا سكاليا )
( بخصوص العلمانيين : وصايا عامة )
7- من الرسل (1) والقسوس إلى الذين آمنوا جميعاً بربنا يسوع المسيح من الأمم ، النعمة والسلام تكثران لكم من الله الآب ضابط الكل ومن ربنا يسوع المسيح.
8- في داخل علمه (2) الكنيسة الجامعة غرس جديد لله ، والذين آمنوا بخدمته غير المضلة كرم مختار له . هؤلاء ( هم ) المقتنون ملكوته الأبدي من قِبل الإيمان .
9- الذين أخذوا القوة وشركة (3) الروح القدس ، وتمنطقوا من قِبل يسوع ، وثبتوا في خوفه ، وصاروا شركاء لنضح الدم الطاهر الكريم الذي (4) للمسيح .
الذين نالوا دالة (5) أن يدعو الإله ضابط الكل لهم أباً ؛ شركاء الميراث والخلافة التي لابنه القدوس
10- أسمعوا تعليماً طاهراً أيها الذين قبلوا (6) إليهم مواعيده (( إذ أنه مُسَلَّم )) بأوامر مخلصنا ، [ متفقاً ] مع صوته (7) المملوء مجداً .
11- احتفظوا يا أبناء الله [ بأن ] تصنعوا كل شيء يقبل إلى صوت الله , و[ أرضوا ] الرب إلهكم في كل شيء . لأنه إذا سعى واحد إلى الخطية ، وصنع ما يضاد إرادة الله – هذا يُعدّ كأممي مخالف .
12- أبعدوا عنكم كل غضب (8) ومحبة النصيب الأكثر ، لأنه مكتوب في الناموس أن لا تشتهي امرأة صاحبك ولا حقله ولا عبده ولا عبدته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً آخر لصاحبك – لأن كل شهوة هكذا بهذا الشبه هي من الشرير
13- لأن الذي اشتهى امرأة صاحبة أو عبده أو عبدته ، هوَّ زان وسارق بقلبه ، وإذا لم يندم فهو يُطرح في الحكم (9) من قِبَل ربنا يسوع المسيح . هذا الذي من قِبَلِهِ المجد لله الآب ، معه والروح القدس إلى الأبد الآبدين آمين
14- أن المسيح قال (10) في الإنجيل المقدس في بعض الفصول [ محققاً ] و [ مكملاً ] العشر كلمات التي للناموس : (( لأنه مكتوب في الناموس ، لا تزن . وأنا (11) أقول لكم هذا ، إني أنا الذي نطقت بالناموس من جهة موسى . وأنا أيضاً أقول لكم إن كل من نظر إلى امرأة صاحبه ليشتهيها (12) ( فقد ) فرغ [ من الزنا ] بها بقلبه (13) )) هكذا حُكم عليه أنه زان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تتحدث هذه الفقرة عن نتيجة طاعة المسيح ، وهي تبدأ نصها من الفقرة 8 ولكن بصيغة خطاب موجهه الحديث إلى الكنيسة ككل .
(2) تأتي في بعض النسخ ( باعتراف ) والبعض الآخر ( علماء )
(3) بواسطة
(4) للإله العظيم يسوع ( بالنسبة للنسخة السريانية في ترجمتها الفرنسية )
(5) الامتياز ( حسب النسخة الإثيوبية في ترجمتها الإنجليزية )
(6) تقبلون بناء على أمر مخلصنا ( حسب النسخة الإثيوبية في ترجمتها الإنجليزية )
(7) كلماته – أقواله
(8) الظلم والعنف – الطمع والشرور
(9) سيكون بعيداً عن الله – وهو مدان بسبب النجاسة مثل سدوم
(10) يعلمنا ويمنحنا الفهم ويقوينا بالروح القدس ( حسب النسخة الإثيوبية في ترجمتها الإنجليزية )
(11) أما الآن فأنا بنفسي – بشخصي ( بفمي )
(12) ليتحرق ورائها – اشتهاها – ليشتهيها
(13) تمم الزنا – صنع فعلاً الزنا