|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنه سبت في مدينة فيلبي + ...إنه سبت في مدينة فيلبي. وبحث الكارزون عن مجمع فلم يجدوا. فالقانون الذي وضعه الناموسيون يحتم وجود الرجال لإقامة مجمع ولكنهم لإدراكهم أن الإنسان إن أهمل الصلاة سيتوه عن الله سمحوا بالاجتماع في أي مكان مناسب. وفي فيلبي كان هذا المكان عند النهر. ولم يكن به غير النسوة وليس بينهم رجل واحد. فاجتمع بهن الكارزون ونادوا فيهن بكلمة الخلاص. وكانت أبرز شخصية بينهن ليديا بائعة الأرجوان. + ولنقف قليلًا في شيء من الذهول أمام التغيير الهائل الذي أصاب شاول الفريسي. فالشريعة الموسوية تحكم بأن عشرة رجال يكفون لإقامة مجمع في حين أن ألف امرأة -بل ومضاعفات الألف- لا تكفي! وهذا الفريسي ابن الفريسي الذي تشبّع في طفولته وفي شبابه بهذه التعاليم لم يتراجع -وهو في فيلبي- عن أن يتكلم في اجتماع كله نسوة! إنه لم يعد شاول إنه بولس رسول الأمم المنادي بحرية مجد أولاد الله والمصارع الباسل ضد التهوّد (مَنْ لنا ببولس في هذه الأيام؟!) + وهكذا شاء الرب أنه كما ظهر بعد قيامته للنسوة أولًا أن يتراءى للنسوة أولًا في أول مدينة أوربية. لقد حرر المرأة من لعنة الناموس ومنحها في تلك المدينة التي كانت أولى مدن أوروبا تتلقى البشارة. ومذاك، بل ومن قبل، وإلى الآن نرى أن المرأة هي قلب الكنيسة النابض. فقد وقف الرجل أمام الأضواء، وتكلم، ووعظ، ولكن المرأة داخل بيتها هي التي علّمت أولادها ومازالت تعلّمهم. وهي التي تستصحبهم معها إلى الكنيسة جيلًا بعد جيل، فترضعهم اللبن الروحي مع اللبن الجسدي. ولنذكر هنا أيضًا أن كنيسة ثياتيرا، إحدى الكنائس التي وجّه يوحنا الرائي الحديث إلى ملاكها، قد ساهمت ليديا بائعة الأرجوان في بنائها. |
|