|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاء في حياة القديس مكاريوس المصري انه بعد ان صرف سنين كثيرة في الحياة النسكية حتى بلغ فيها الى درجة سامية من الكمال أهلته لقبول موهبة صنع العجائب . . فسمع ذات يوم صوتاً من السماء يقول لهُ : (( مكاريوس انك لم تصل بعد في كمالك الى فضيلة أمرأتين عائشتين معاً في المدينة المجاورة لك )) وإذ كان القديس يعد ذاته أحقر الكل وأنقص من الكل لم يتعجب من هذا الصوت السماوي ، لكنه أراد ان ينتفع منه ، فقام وطلب المرأتين ، ولما وجدهما سألهما عن كيفية حياتهما. فأجابتاهُ : ليس في حياتنا شيء خارق العادة ونحن عائشتان بمقتضى واجباتنا بلا تقصير. فلم يكتفِ الناسك القديس بهذا الجواب بل ألح عليهما بالسؤال طالباً منهما ان تفصلا له كلامهما و تشرحا له أعمالهما الصالحة الإعتيادية. فأجابتاهُ إذ ذاك قائلتين : اننا أمرأتان غريبتان لا قرابة بيننا غير اننا قد تزوجنا أخوين نسكن معهما في بيت واحد منذ خمس عشرة سنة ، وفي كل هذه المدة لم يوبخنا ضميرنا على مشاجرة بيننا او كلام غير لائق ، وقد طلبنا غالباً من رجلينا ان يأذنا لنا بالذهاب الى أحد الأديار ، فلم يجيبا الى طلبتنا ، فخضعنا إذ ذاك لإرادة الهنا ووعدناهُ بأن نقضي بقية أيام حياتنا في بيتنا هذا ونعيش فيهِ كأننا في دير من دون ان نبحث عن أمر من أمور العالم ، واننا بعونه تعالى قد حفظنا حتى الآن عهودنا للرب الهنا. فرجع الناسك القديس الى مسكنه مستفيداً ومباركاً الرب الذي لا يلتفت الى اختلاف الأحوال بين الناس بل يفيض نعمه وروحه على كل صنف منهم. |
|