|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن هذه النظرة إلى الخطية، وإن كان يجب أن تحظى بالاعتبار الأولي، ينبغي ألا تُغرينا باتخاذ موقفٍ متحيز، وألا تطمس التمايز الذي يفصل بين مختلف الخطايا. صحيحٌ أن الخطايا، شأنها شأن الفضائل، هي وحدةٌ لا تنقسم، وأن الذي يرتكب واحدةً منها يكون قد ارتكبها جميعاً من حيث المبدأ (يعقوب 2: 10) إلا أن هذا لا يعني أن الخطايا جميعها متساوية نوعاً ودرجةً. فثمة فرق بين خطايا السهو أو الجهل وخطايا التعمُّد (عدد 15: 27 و30)، بين الخطايا ضد اللوح الأول من الوصايا والخطايا ضد اللوح الثاني (متى 22: 37 و 38)، وهناك فرق بين الخطايا الحسية والروحية، والخطايا البشرية والشيطانية، وهكذا دواليك. ولأن وصايا الناموس الواحد تختلف إحداهما عن الأخرى، وتعدي هذه الوصايا يمكن أن يحدث في ظروفٍ مختلفة وبموافقةٍ من الإرادة متفاوتة الدرجات، فلذلك ليست جميع الخطايا خطيرةً بالتساوي ولا هي تستحق العقاب نفسه. فالخطايا المرتكبة ضد الناموس الأدبي أخطر من تلك المرتكبة ضد النوامس الطقسية، لأن الطاعة أفضل من الذبيحة (1 صموئيل 15: 22). والشخص الذي يسرق بدافعٍ من الجوع أقلُّ ذنباً من الذي يحدوه الجشع (أمثال 6: 30). والغضب درجات (متى 5: 22). وبينما اشتهاءُ المرء لامرأة متزوجة في قلبه هو ارتكابٌ للزنى، فإن الذي لا يُقاوم مثل هذه الشهوة بل يستسلم لها يمضي إلى ارتكاب الزنى بالفعل أيضاً. |
|