|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فقُلْ لَنا ما رأيُكَ: أَيحِلُّ دَفعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر أَم لا؟" " الجِزيَةِ" في الأصل اليوناني κῆνσον (مشتقة من اللاتينية census ومعناها الإحصاء) فلا تشير الى المعنى العربي القرآني اي ما يعطيه اهل الذمة من المال انما تشير الى ضريبة من رسوم وجمارك الى جانب التكاليف غير المباشرة؛ وكانت الاقاليم تؤدِّي للإمبراطورية الرومانية "الجزية" وكانت هذه واحدة لجميع اليهود، ولم يكن يُعفى منها إلاّ الاولاد والشيوخ. وكان اليهود يكرهون الجزية، لان الاموال كانت تذهب مباشرة الى خزانة قيصر، حيث يذهب جزء منها للصرف على المعابد الوثنية والحياة المترفة للأرستقراطية الرومانية. كما أنَّ صورة قيصر على العملة تذكر اليهود بخضوعهم لروما. فالجزية علامة خضوع الشعب لروما وعبوديتهم. واعتقد الفريسيون ان تأدية الجزية لا تجوز في شريعة موسى كما تنص " فأَقِمْ علَيكَ مَلِكًا، مَن يَخْتارُه الرَّبّ إِلهُكَ. مِن بَينِ إِخوَتكَ تُقيمُ علَيكَ مَلِكًا، ولا يَحِلُّ لَكَ أَن تُقيمَ علَيكَ رَجُلاً غَريبًا لَيسَ بِأَخيكَ" (تثنية الاشتراع 17: 15). ولذلك كان الغيورون (الثُوار) يُنهون أنصارهم عن تأديتها. ويرفضون دفع الجزية، مما تسببَّ في قيام ثورات مثل ثورة ثودَس ويهوذا الجليلي وقد قتلهم الرومانيون وأنهوا ثوراتهم كما جاء في تاريخ الكنيسة الأولى "فقَد قامَ ثودَسُ قَبلَ هذهِ الأَيَّام، وادَّعى أَنَّه رَجُلٌ عَظيم، فشايَعَه نَحوُ أَربَعِمِائةِ رَجُل، فقُتِلَ وتَبَدَّدَ جَميعُ الَّذينَ انقادوا لَه، ولَم يَبْقَ لَهم أَثَر. وبَعدَ ذلك قامَ يَهوذا الجَليليُّ أَيَّامَ الإِحصاء، فَاستَدرَجَ قَومًا إِلى اتِّباعِه، فَهَلَكَ هو أَيضًا وتَشَّتَتَ جَميعُ الَّذينَ انقادوا لَه" (اعمال الرسل 5: 36-37). الأب لويس حزبون - فلسطين |
|