ترميم الثغرة... والفتيلة المُدخنة:
بعد أن تحدث أحد الكتاب المعروفين في منتصف القرن السابق عن الرهبنة القبطية وما كانت عليه ثم الأزمنة الغابرة التى ضعفت فيها وآلت الديار إلى الهجرة وعدم العمار، تهدمت الأسوار وفارق الحياة الآباء الأبرار وقل الإقبال على هذه الأماكن المهجورة لضعف الحياة وقلة الموارد وعدم الآمان، فأوت الأديرة إلى أماكن قد يسكن أغلب أبنيتها القديمة المتهدمة الخفافيش والثعابين... رثى حالها الكاتب وهو القمص صموئيل تاوضروس السرياني بقوله [هذه صفحة رائعة يا رب من تاريخ كنيستك المصرية، الكرمة التى غرستها يمينك، قد ذبل مجدها وسقط تاجها فليس لنا ما نردده أمامك سوى آثارنا، ولا ما نفتخر به غير الخرب القديمة، فقم يا رب ورمم الثغرة وجدد الأسوار المتهدمة، فيفرح الشعب بخلاصك ويتغنى بقوة يمينك](3) فمسيحنا القدوس الذى "قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ، حتى يخرج الحق إلى النصرة. (مت 12 : 20).
كان ينفخ بهدوء في هذه الفتيلة المدخنة حتى لا تنطفئ ويحل الظلام، كان يريد أن تبقى الفتيلة مدخنة حتى بعد من هم قادرون على إشعالها مرة أخرى، وجاء ملء الزمان الذى أراد الله فيه أن يشعل وهج الرهبنة لنرجع ونصير ميناء خلاص لكثيرين ومصدر إشعاع علمى وحضارى وروحى وتنموى من جديد.