|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المدلول الرّوحي عيد الشّعانين، هو عيد الانتصار، هو العيد الّذي ندعو به السّيّد المسيح لأن يدخل قلبنا وحياتنا ليُصبح ملكًا عليها، ندعوه لأن يملك فينا، فنحيا في ملكوت الله من ههنا. هذا العيد هو عيدُ تقدمةِ ذواتِنا، نحن الّذين صرنا في العماد هياكلًا للرّوح القدس، وهو عيدُ تجديد هيكلنا الدّاخلي، لينقّيه المسيح من كلّ إثمٍ، ويزيل عنه كلّ عبادةٍ باطلةٍ، وكلّ فسادٍ وكلّ شبه خطيئةٍ. هذا العيد هو عيدُ العودةِ للبراءةِ، للطّفولةِ، للبساطةِ، للعمقِ، للحقيقة. في هذا العيد نتذكّر قول المسيح "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ" (لو 18، 16)، ونتأمّل هتاف الأطفال آنذاك في الهيكل: "هوشعنا لابن داود"، فنجلبَ أطفالنا مع الشّموع والورود، مع أغصان النّخيل والزّيتون، مع جمال "القلب والقالب"، ليهتفوا للمسيح له المجد، ليفرحوا بهذا الملك المتواضع الطّيب الّذي يُحبّنا ويريد لنا الحياة والخلاص. في هذا العيد تبتهج الخليقة لأنّ المسيح وهو في الجسد قد دخل المدينة المُقدّسة، ولو أنّ عليه أن يشرب الكأس بعد، كأس الفداء، ليجني من الصّليب فداءً للبشريّة جمعاء! لذلك نهتف جميعنا بفرح "هوشعنا في الأعالي، مباركً الآتي باسم الرّب، هوشعنا في الأعالي"! |
|