|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشفاء رمز التحرير الروحي: الشفاء الذي يُجريه يسوع هو شفاء حقيقي يُعيد الانسان الى عالم الصحَّة الذي نصبو اليه كلّنا. ولكن له ايضا بُعدٌ رمزي روحي، وهو التحرير الروحي وإعادة كرامة الإنسان الذي كان نجسا ومُبْعداً عن الجماعة. ومن هنا يسير الأمران -شفاء المرضى وطرد الشياطين - جنبا إلى جنب كما نجده في انجيل مرقس " أَخَذَ النَّاسُ يَحمِلونَ إِلَيه جَميعَ المَرْضى والمَمَسوسين" (مرقس 1: 32)، وفي النهاية يبقى لهما المعنى نفسه: إنهما يشيران الى انتصار يسوع على الشيطان وإقامة ملكوت الله في الحياة الدنيا، تتميما لما ورد في الكتب المقدسة "العُميانُ يُبصِرون والعُرْجُ يَمشونَ مَشْياً سَوِيّاً، البُرصُ يَبرَأُون والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومون والفُقراءُ يُبَشَّرون" (متى 11: 5).وتعبِّر معجزات الشفاء الذي قام بها يسوع مسبقاً عن حالة الكمال التي ستعود إليها الإنسانيّة في ملكوت الله تبعاً للنبوءات. وتحمل معجزات الشفاء أيضاً معنى رمزياً خاصاً بالزمن الحاضر. فالمرض هو رمز للحالة التي يوجد فيها الإنسان الخاطئ: فهو روحياً أعمى وأصمّ ومشلول ومقعد... وشفاء المريض هو رمز أيضاً للشفاء الروحي الذي جاء يسوع ليتمّمه في البشر، فيغفر خطايا مقعد كفرناحوم، ولكي يظهر أنه يملك سلطان مغفرتها بشفاء جسده كما جاء في الانجيل "فلَمَّا رأَى يسوعُ إِيمانَهم، قالَ لِلمُقعَد: يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك "(مرقس 2: 1-11). |
|