أنَّ الحقيقة الأساسية التي يكشفها لنا التجلي هي العلاقة القائمة بين المجد وشخص يسوع المسيح؛ فإن مجد الله كله حاضر فيه. وحيث انه ابن الله، فهو " شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه "(عبرانيين 1: 3). وإن مجد الله يتجلى "على وَجْهِ المسيح " (2 قورنتس 4: 6)، ومنه يشعّ على جميع البشر (2 قورنتس 3: 18).
هو " رَبَّ المَجْد" (1قورنتس 2: 8)، هذا المجد الذي سبق ورآه أشعيا "وتكلّم عنه" (يوحنا 12: 41). فلم يكن يسوع مجرَّد واحداً من بين الأنبياء، بل ابن الله الوحيد الذي يفوق سلطانهم وقوتهم. ألوهيَّة المسيح سر عظيم. وليس بالأمر السهل تأكيد مثل هذا السر وإثباته. فكان يسوع إنسانا أيضا، وكان من الصعب أن نعرفه لأوَّل وهله، انه إلهٌ محجوب، إلهُ مستتر في ناسوته.
فإن التجلي هو دعوة قوية ليس فقط بأن الله هو يسوع. بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نكون حقًا، مثله ومعه.