|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
على كل خليقة واجب مقدس ان تعبد الله و تطيعه بينما كان للقديس يوسف وحده هذا الامتياز و هو ان يرى الله خاضعا لأوامره . و كما أطاع يسوع يوسف مربيه و خدمه فيوسف أيضا قد بذل قصارى جهده في خدمة يسوع .فلنتأمل اليوم فيه صفة العبد الصالح الأمين ، لنقتدي بمثاله و نسير على خطواته .ان الله لما اصطفى يوسف لهذا المنصب السامي دعاه في الوقت عينه الى حياة تجرد و كفر بالذات بطليين . و لكن لا ورد بلا شوك . فأن هذا الشرف يكلفه أتعاباً جمة و تضحيات صعبة و واجبات ثقيلة ! فمنذ اليوم الذي فيه أُطُلعَ على السر الذي تمَ في مُستودع خطيبته الكلية القداسة ، شمٌرَ عن ساعد الجد و لم يحتسب ذاته إلا عبداً ليسوع و لمريم ، فقدمَ لهما كل ما كان يملكه و خصص لخدمتهما قواه الروحية والمادية ، رافقوا العائلة المقدسة في بيت لحم في أورشليم ، في مصر و في الناصرة ، ففي كل مكان تشاهدون هذا العبد الأمين الصالح مضحياً براحته ، باذلاً كل ما في وسعه في سبيل إرضاء يسوع و مريم والسهر على صوالحهما .هل لِلسان بشري ان يصف ما نالته مريم من خطيبها البار من تسليات في ضيقاتها و تعزيات في أشجانها و مساعدات في ملماتها و تقويات في مخاوفها . بأية شهامة سهر على بتوليتها و بأية فطنة حافظ على سر أمومتها الألهية : ودافع عن شرفها ، و بأي حنان والدي قام بأودها و وقاها سائر الحدثان ؟ لم يكن أحن الآباء أكثر سخاء نحو وحيدته من يوسف نحو مريم خطيبته . لعمري إن بذلَ حياته في سبيلها كان عذباً لديه .ومن يمكنه يا ترى وصف تفانيه في خدمة يسوع ؟ وما كان أعظم سهره عليه ! ما كان أشد حبه له ! شاهدوه في بيت لحم بقرب المذود ، تأملوا فرحه لدى قدوم الرعاة و المجوس ، ما أحلى الأوقات التي قضاها و هو يحمل أبن الله بين ذراعيه و يضمه الى قلبه الأبوي ! انظروه هارباً الى مصر حاملا كنزه الثمين و قد أخفقت حيل هيرودس فطنته و حرمته نيل مأربه الجهنمي .رافقوه بالروح و هو يقطع تلك الفيافي القاحلة في صعود و هبوط ، صابراً على البلوى ، مقتحما الأخطار . محتملا مصائب المنفى ، راضياً بكل شدة على أن يُخلص الطفل و أمه و ينجيهما من كل أذى .شاهدوه يمرنه على شغل النجارة و هو يشتغل معه ولأجله ليقيته ووالدته مدة ثلاثين سنة بكد يمينه و عرق جبينه . أخيراً أنذهلوا من أمانة هذا الامين و سرعته العجيبة الى أمتثال أوامر الله دون أعتراض و لا تشكِ ولا تردد و لا تذمر . إذا أمر أن يسافر كان أسرع من البرق.و إذا أمر أن يقيم في مكانه أقامَ طائعاً .و إذا أشير اليه بالعودة عاد ، يا للخضوع التام و يا للامانة النادرة المثال ! |
|