|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوسف البتول قدوة الكهنة لا نخال احداً من المسيحين يجهل الشرف السامي الذي احرزه القديس يوسف البتول بمحافظته على حياة السيد المسيح، والمنزلة الرفيعة التي نالها بتبنيه رب الكون وخالقه، فهو مجد المؤمنين عموماً في كل الأزمنة، ومجد الكهنة بنوع خاص. والبرهان القاطع على صحة هذا الكلام، هو معرفة الوظيفة التي كان يتعاطاها في العالم، وهي: حمل ذلك الحمل الوديع الذي كان مستعداً لأن يضحي بحياته على مذبح الصليب، والمحافظة على حياته الثمينة حباً لخير البشر. فيمكننا والحالة هذه ان نحسب انه قد تشرف بذاك الكهنوت الملوكي الذي يمتاز به الشعب المسيحي بالعهد الجديد. ولئن كانت مريم العذراء قد صارت مخدعاً طاهراً ليسوع، وصارت يداها الطاهرتان مهداً لذلك الطفل العجيب، فإن القديس يوسف البتول كان الوكيل الغيور والحارس الامين النشيط لهذا المخدع المقدس، فقد سهر عليه ليلاً ونهارا، محافظاً عليه وعلى شرفه، وحمل على ذراعيه، الوفاً من المرات ربه المتأنِّس. ولئن كان قد وجد هيكل لمأوى العائلة المقدسة، فيوسف البتول كان رئيس هذا الهيكل والساهر على حراسته. لئن كان قد وجد مذبح، فلم يكن أحد أقرب اليه من القديس يوسف البتول ولا اكثر منه غيره على زينته، ولم يسهر احد امامه مصلياً من قبل. وعليه فالقديس يوسف البتول هو قدوة الكهنة، ومنه يجب ان يتعلموا الاحترام والاعتبار والأمانة في خدمة الاسرار وتوزيعها على المؤمنين. فيا كهنة الاله الحي، الذين تتعاملون معه يومياً بكل دالة، كما كان يتعامل القديس يوسف البتول، وتحملون السيد على ايديكم، كما كان يحمله هو، اقتدوا به وسيروا في خطاه، كونوا نظيره انقياء ، غيورين، حارين في العبادة، تطلعوا في مرآة الكهنوت، النقيّة الصافية، تروا الفضائل التي يجب ان تتحلوا بها، امام القاضي الأعلى في ذلك اليوم الرهيب، وحافظوا بكل قواكم على نقاء حلة الكهنوت المتشحين بها. ايها القديس يوسف البتول العظيم، اطلب للكهنة قداسة السيرة، ونقاوة الأفكار، ومن ابنك وربك يسوع. |
|