لِماذا تَنظُرُ إلى القَذى الَّذي في عَينِ أَخيكَ؟ والخَشَبَةُ الّتي في عَينِكَ أَفَلا تأبَهُ لَها؟
"لِماذا تَنظُرُ" فتشير إلى الاستفهام بهدف التوبيخ، فكأن يسوع يقول لا سبب لم أن تفعل ذلك، ولا عذر لك في فعله، مشيرا إلى عادة الناس العامة وهي أن الإنسان ينتبه لعيوب غيره ويغفل عن عيوب نفسه. أمَّا عبارة "القَذى" و"الخشبة" فتشير إلى استعارة فيها تضخيم للدلالة على من ينتقد الآخرين في زلة صغيرة، ولا يرى خطيئته الكبيرة. ويعلق القديس كيرلس الكبير "يشبِّه يسوع خطيئة َالأخ بالقذَى أمَّا حُكمك المتهوِّر فيحسبه خشبَة. تقريبًا أصعب خطيئة يمكن معالجتها هي إدانة أخينا". لا يقصد الرب يسوع هنا أن نغضَّ الطرف عن الخطأ، ولكن ألاَّ ننشغل بخطايا الآخرين، متجاهلين خطايانا نحن، حيث إننا كثيرا ما نجد تبريرا لخطايانا عندما نوجَّه أنظارنا إلى نفس الأخطاء الموجودة لدى الآخرين. فأي قذى في عين الآخرين من السهل أن ننتقده. لذلك عندما نشعر بميل إلى انتقاد الآخرين يجدر بنا أن نتذكر الخشبة الكبيرة التي في عيوننا.