من هنا تقوم الرواية الإنجيلية على مستندات تاريخية يقدّمها شاهد عيان كما يؤكد يوحنا الإنجيلي "والَّذي رأَى شَهِد، وشَهادَتُه صَحيحة، وذاك يَعلَمُ أَنَّه يَقولُ الحَقَّ لِتُؤمِنوا أَنتُم أَيضاً" (يوحنا 19: 35)، لكن من حيث أنّ هذه الشهادة يُلهمها الروح القدس (يوحنا 16: 13)، فإنها تنصبّ نحو السر الفصحي الذي يختفي وراء الأحداث، ألا وهو سرّ كلمة الحياة، يسوع السميح الذي جاء في الجسد كما جاء في تعليم يوحنا الرسول "لأَنَّ الحَياةَ ظَهَرَت فرَأَينا ونَشهَد ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا" (1 يوحنا 1: 2). وإنّ المؤمنين، بقبولهم هذه الشهادة الرسولية، يحصلون منذ ذلك الحين في أنفسهم على شهادة يسوع التي هي نبوءة الأزمنة الجديدة (رؤيا 17:12).