|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والثَّانِيَةُ هي: ((أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ)). ولا وَصِيَّةَ أُخرى أَكبرُ مِن هاتَيْن عبارة "أَحبِبْ قريبَكَ" فتشير إلى وجواب يسوع مستشهدا بما ورد في الأحبار "أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ: أَنا الرَّبّ" (الأحبار 19: 18). وجواب يسوع هام لأنه وحَّد بين آيتين منفصلتين: محبة الله (تثنية الاشتراع 6: 4-5) ومحبة القريب (الأحبار 19: 18). وتنبع وصية محبة القريب من محبة الله، وتدل على صدق محبتنا لله (1يوحنا 4: 20). في العهد القديم اكتملت وصية محبة الله بالوصية الثانية، ولكن لم تعطَ لهذه الوصية الأهمية التي أعطيت للوصية الأولى (الأحبار 19: 1-37). أمَّا يسوع بقوله "مثلها" في والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" (متى 22: 38) ليس دلالة على نوعية المحبة بل على التساوي في الأهمية بين هاتين الوصيتين، إذ ربط الوصية الثانية بالوصية الأولى. وجاء قول المسيح واضحا: "الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه". (متى 25: 40). وهاتان الوصيتان تُلخِّصان بكلمات بسيطة كل الوصايا الأخرى كما جاء في تعليم بولس الرسول "لا يَكوَننَّ علَيكم لأَحَدٍ دَيْنٌ إلاَّ حُبُّ بَعضِكُم لِبَعْض، فمَن أَحَبَّ غَيرَه أَتَمَّ الشَّريعة (رومة 13: 8). ولذلك لا تقوم أصالة موجز الشريعة الإنجيلي هذه على فكرة محبة الله والقريب، -وهي معروفة في العهد القديم (احبار19: 18) وتثنية الاشتراع (6: 5) -بل على أهمية وربط بين محبة الله ومحبة القريب. يسوع جعل محبة القريب هامة مثل محبة الله. ويصف محبة القريب كامتداد لمحبة الله وعلامة عن صدق محبتنا لله (1 يوحنا 4: 20-21). ومحبة القريب هو مقياس إيماننا " إِذا قالَ أَحَد: إِنِّي أُحِبُّ الله، وهو يُبغِضُ أَخاه كانَ كاذِبًا لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه." (1 يوحنا 4: 20). فالربط بين محبة الله ومحبة القريب تضع الإنسان ليس أمام مجموعة من الأوامر والنواهي الصادرة عن الشريعة، إنما أمام موقف الإنسان بكامله أمام الله نفسه. |
|