هي الممتلئة نعمة كما قال لها جبرائيل لحظة البشارة اي انها كانت حرة من كل خطيئة، مسلمة لله وحده ومهيأة لاقتبال كل كلمة منه. هذا ما عناه الملاك لما قال لها: الرب معك. مباركة انت في النساء”. كان هذا الكلام البدء في المسيرة الى المجد. وبدء المسيرة ان السيدة تجسد منها ومن الروح القدس كلمة الله الذي كان في البدء. سلام الملاك يوضح لمريم: “الروح القدس يحلّ عليك وقوة العليّ تظللك”. ما من شك ان استعمال جبرائيل لفعل ظلل يشير الى المظلة التي كانت ترافق شعب الله قديما وصارت في ما بعد هيكل اورشليم. الفكرة اذًا، ان مريم هي هيكل الله الجديد او اول كنيسة للمسيح ولا كنيسة الا اذا أقامت هي فيها. في اول كنيسة اجتمعت في اورشليم في العلية التي كان التلاميذ مجتمعين فيها “يواظبون بنفس واحدة على الصلاة كانت مريم ام يسوع معهم” (اعمال الرسل 1: 14). اذًا، لما حلّ عليهم الروح القدس حلّ ايضًا على مريم كما حلّ عليها عند البشارة ليكون الكلمة جسدًا. رافقها هذا الروح حتى منتهى سكناها الأرض. وهذه هي الحياة في المجد قبل انتقالها الى المساكن السماوية.