|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم التي كانت في بيت عنيا إنها قد عملت بي عملاً حسنًا!... الحق أقول لكم: حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم، يُخبَر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها ( مت 26: 10 - 13) اتصفت مريم التي من بيت عنيا بالهدوء النابع، ليس من طبيعتها البشرية، بل من صلتها بالرب يسوع. ويقدمها لنا لوقا في بشارته ( لو 10: 38 - 42) بأنها «التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه». ويا له من انشغال ثمين! ومن الواضح أنها كانت تعيش في بيت أختها مرثا، وكان هذا البيت مرفأ راحة للرب يسوع وسط مشاق خدمته. ونقرأ عن شكوى مرثا من أن أختها مريم تركتها تخدم وحدها، ولكن لا نقرأ عن شكوى لمريم من مرثا. وربما استماع مريم لكلمات الرب هو الذي أثمر هذه النتيجة الطيبة فيها. وهل تستطيع امرأة لوحدها أن تخدم الرب خدمة مرضية؟ يُجيب الرب نفسه على السؤال بكلمات جميلة: «اختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها» ( لو 10: 42 ). هذه لم تكن تبدو خدمة في نظر مرثا، ولكن اهتمام قلب مريم بكلمة الله كان ثمينًا في نظر الرب. قد نوجه جُلَّ تفكيرنا إلى خدمة الرب بنشاط، ولهذا نخصص وقتًا قليلاً للتأمل الهادئ في كلمته، وهو الذي من الواضح يُرضي قلب الله. بعد هذا نرى مريم عند قدمي الرب في حزن ( يو 11: 32 ). وفي ذلك الوقت كانت محطمة ومتحيرة لأن الرب لم يسرع إلى بيت عنيا عندما سمع أن أخاها لعازر مريض، بل انتظر حتى مات. لم تستطع أن تفهم سر هذا التصرف، ولكنها بالتأكيد فهمته جيدًا بعد أن أقام الرب لعازر من الأموات. ولم يكن ممكنًا أن يُقيمه لو لم يَمُت، وتحول حزنها إلى فرح غامر. نراها مرة أخرى عند قدمي الرب في يوحنا12: 3؛ ولكن في هذه المرة لم تكن في حزن ولا حتى لتتعلم منه، بل بقلب يفيض بالشكر دهنت قدميه بطيب غالي الثمن. وحتى التلاميذ لم يفهموا هذا، وقد بدأ يهوذا أولاً بالاعتراض على هذا، وتبعه الآخرون أيضًا ( مت 26: 8 ). ولكنها كانت مُخلصة في سجودها، وقد دافع الرب عنها فيما فعلته ( مت 26: 10 - 13). وتصرفها هذا هو ربما أثمن صورة عن سجود المحبة الذي يسجله الكتاب. وإن لم نستطع أن ندهن رجليه بالطيب حرفيًا، نستطيع أن نتمثل بها في حبها للرب. |
|