من يثبت إلى النهاية يخلص
صلاة البدء
نحن ننتظر مجيئك يا رب. اليوم وفي كل يوم. لا ننتظره في الخوف، لأن من يؤمن بك لا يمرّ في دينونة، بل ينتقل من الموت إلى الحياة. لا ننتظره في الكسل بل نعمل يومًا بعد يوم. ننتظره ونحن ساهرون، مستعدّون، وقناديلنا مضاءة. فتعال أيها الرب يسوع، تعال.
قراءة النصّ
مت 24: 3- 14
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
يقولون: جاءت نهاية العالم. هل أصدّق كل ما يقال وأنسى أنهم جهلة؟ فهذا الأمر لا يعرفه إلاّ الله الآب.
يقولون متشائمين: انظروا إلى الحروب والاضطرابات. لقد تخلّى الله عن البشر فأين هو لا يتدخّل؟ ما ردَةّ الفعل عندي.
يقدّم الناس "رئيسًا" يعتبرونه المخلّص، يعتبرونه المسيح. هل أتعلّق بالبشر وانس أن الاعتصام بالرب خير من الاعتصام بالبشر، بالعظماء من البشر؟
دراسة النصّ
نحن هنا أمام الآلام الأخيرة التي يعيشها المؤمنون. كيف يتعاملون معها؟ كيف يتعاملون مع ما يلفّ العالم من اضطراب، من مجاعات وزلازل؟ كيف يتعاملون في ساعات الاضطهاد؟ هذا أمر طبيعي في العالم، يقول لنا يسوع. حدث في الماضي ويحدث في المستقبل. فلماذا الخوف من الحاضر. الخوف هو ما يعارض الإيمان. قال يسوع لتلاميذه بعد أن هدأت العاصفة: لماذا أنتم خائفون، يا قليلي الإيمان. وهو يقول لنا القول عينه. حتّى لو جاء الموت إليكم. فأنتم في النهاية، في يد الله. على ما يقول المزمور: تمسكين بيدي اليمن وإلى المجد تأخذني، بعد هذا، لن نبغي شيئًا في السماء ولا نريد سوى الله على الأرض.
جعل يسوع المؤمنين أمام الواقع: هذا لا بدّ منه. هذه هي حريّة الإنسان، والرب يحترمها. بل يأخذ أعمال الإنسان بما فيها من شر، فيحوّل هذا الشرّ إلى خير. أهذا يعني أننا نتابع عمل الشرّ؟ إن الوقوع في يد الله رهيب! أن تقوم أمّة على أمّة، هذا لا يعني نهاية العالم. فهذه النهاية هي في يد الله الذي بدأ ببناء الملكوت، وبناء الملكوت يكتمل حين تُعلن البشارة، يُعلن الإنجيل في العالم كله. حين تشهد جميع الأمم لحضور هذا الملكوت. إذن، لا نسمح بأن يضلّنا أحد. كثير من الناس يخدمون ويسيرون... فنظن أنهم على حقّ ونسير معهم. يا للخطأ الفادح! سيقول لنا يسوع: أذكروا أني قلت لكم هذا حين كنت معكم.
وجعل يسوع المؤمنين أمام الواقع حين حدَّثهم عن الاضطهاد. بما أنهم قبلوا كلمة المسيح، فالعالم لا يقبلهم. العالم يضطهدهم. والاضطهاد لا يأتي فقط من الخارج بل من الداخل: لا يأتي من الأمم، من الوثنيين، كما كان الوقت حين كتب متّى إنجيله، بل من الأخوة: هناك الخيانة، هناك البغض. هناك الأنبياء الكذبة. وعلى مستوى الإيمان، يرتدّ أخ ويجحد، فيجعل الشكوك داخل الجماعة. وعلى مستوى المحبّة. هي لا تعود نارًا تشعل ونورًا يضيء. تصبح بردًا وظلامًا تشبه ظلمة برانيّة حيث البكاء وصريف الأسنان. نبّهنا يسوع من كل هذا، ومنعنا من الخوف والرعدة ومحاولة التنبّؤ (متى يكون هذا؟) وطلب منا أن نثبت حتى النهاية. أن لا نتزعزع. لأن بعد كل هذا سيأتي الخلاص. وهنيئًا من إن تثبت إلى النهاية.
التأمل
نتأمل عشر دقائق في نقطة من هذه النقاط، ونفهم أن العالم يعيش في الخوف لأنه فقد الإيمان. وأن المسحاء الكذبة يتاجرون بنا. ولكن يسوع قال لنا ولو حصلت كل هذه، فلا تكون الآخرة.
المناجاة
ننطلق في هذا الإنجيل وما شاركنا فيه، ونتساءل: هل فكرة النهاية تجعلنا نضيع فلا نعرف ماذا نعمل؟ هل هي تدفعنا إلى أن نرمي في أحضان شيع منغلقة تعطينا بعض الدفء الاصطناعيّ، ولا تعطينا نار المسيح ونوره؟
تأوين النصّ
جمع الانجيلي سلسلة من الأحداث حصلت في أيامه، أو في الماضي، فاعتبرها بداية المخاض، بداية عالم جديد يُولد في الألم، كما يولد كل طفل من أطفالنا. نحن لا نفهم الآلام التي تصيبنا والشرور التي "تضرب" العالم. ولكننا نلاحظ بعد كل "ضربة" سواء كانت حربًا، أو ثورة، أو زلزالاً، ولادة جديدة في مجتمعاتنا. لا تكون الآخرة الآخرة بعد هذه "الضربات" (آ6). بل ستكون الآخرة، ستكون النهاية، حين يعد الملكوت إلى كماله. أي حين تعمّ البشارة بالإنجيل العالم كله.
ما دفع الانجيلي أن يورد هذا الكلام، هو رؤية سقوط أورشليم سنة 70 ب م. هذا على المستوى اليهودي، وعلى المستوى المسيحيّ جاء الاضطهاد من اليهود ومن الوثنيين فتساءل المسيحيون: أترى جاءت النهاية؟ هل يأتي المسيح قريبًا؟ ومجيئه سيكون ساعة سعادة للمختارين وهم الذين يقولون للرب كما في سفر الرؤيا: ماذا تنتظر يا رب؟ لماذا لا تجئ سريعًا ودماؤنا تراق كل يوم؟
صلاة الختام
الصلاة الربية أو ترتيلة