|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- القمص صليب حكيم
للكتاب المقدس رأي واضح في مصاهرة الغرباء وقد أورد أقوالًا كثيرة في أسفاره قديمها وحديثها وكلها تتضمن الإنذار والتحذير. تحذيرات الكتاب المقدس أوصى الله شعبه مرارًا كثيرة بعدم الاختلاط بالغرباء اختلاطًا يؤدي إلى مشاركتهم إياهم في عباداتهم أو إلى الزواج منهم. أ - فعندما خرج بنو إسرائيل من أرض مصر متجهين إلى كنعان وجاءوا إلى برية سيناء حيث سلم الرب موسى لوحي الشريعة والأحكام والفرائض التي سيسيرون بمقتضاها، حذرهم من أن يقطعوا عهدًا مع سكان الأرض وحذرهم من عبادة آلهتهم قائلا لهم: "إني أدفع إلى أيديكم سكان الأرض. لا تقطع معهم ولا مع آلهتهم عهدًا... إذا عبدت آلهتهم فإنه يكون لك فخًا" (خر23: 21، 31-33). ب - وبعد أن ساروا في البرية في طريقهم إلى كنعان الأرض التي وعد الله آباءهم أن يعطيهم إياها ميراثًا، نبههم إلى عدم الاختلاط بسكان الأرض التي هم ذاهبون إليها وعدم الزواج منهم حتى لا يفنوا، وقال لهم: "احفظ ما أنا موصيك اليوم... احترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخًا في وسطك فإنك لا تسجد لإله آخر لأن الرب اسمه غيور. إله غيور هو. احترز من أن تأخذ من بناتهم لبنيك فتزني بناتهم وراء آلهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهن" (خر34: 11-16). جـ - وعندما وصلوا إلى مشارف الأردن لدخول الأرض أكد الله ما سبق أن نبههم إليه قائلا: "متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوبا كثيرة من أمامك. ودفعهم الرب إلهك من أمامك. فإنك تحرمهم. لا تقطع لهم عهدًا.. ولا تصاهرهم، بنتك لا تعطِ لابنه وبنته لا تأخذ لابنك لأنه يرد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعًا لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك. إياك قد اختارك لتكون له شعبا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" (تث7: 1-6). هذه الوصايا المتعددة وغيرها، كلها أوامر إلهية صريحة ومتكررة ينبه الله بها شعبه ويحذرهم عند استقرارهم في الأرض من مصاهرتهم للغرباء موضحا لهم أسباب هذا التحذير والتي نستطيع أن نبينها فيما يلي:- 1 - مصاهرة الغرباء ارتداد عن الإيمان يجلب غضب الله فإعطاء شعب الله أولادهم وبناتهم لبنات وأولاد سكان الأرض كما تبينه أحكام الشريعة، يرد أولادهم وبناتهم من وراء الرب فيتحولون إلى عبادات غريبة. وهذا الارتداد يجلب غضب الله وهلاكه سريعًا على شعبه عامة وأولاده المرتدين خاصة لأنه ماذا يغضب الله من أولاده أكثر من أن يتركوه ويتحولوا لإله آخر؟ 2 - مصاهرة الغرباء زنا روحي وجسدي يسبب هلاك الإنسان هذا التحول عن الله لإله آخر أو عبادة أخرى بسبب الزواج من الغرباء يعتبر في نظر الله زنا ونجاسة وذلك من جهتين:- أولًا: زنا جسدي لأنه اقتران غير شرعي(1) بغرباء. ثانيًا: زنا روحي لأن الاقتران بالغرباء يتسبب في ترك الفادي والمخلص والانفصال عنه، والالتصاق بروح غريبة، فكأنه تطليق لله المحب أي فصم للوحدة بين النفس وإلهها. لأن العلاقة أصلًا بين الله وشعبه شُبِّهت بعلاقة العريس بعروسه لأنها تحمل كل معاني الرعاية والحماية والإعالة والاتحاد الروحي(2). وهذا الزنا بنوعيه الروحي والجسدي عندما يسقط فيه شعب الله يسبب حمو غضب الله عليه لإهلاكه كما حدث في أكثر من حالة، نذكر منها:- أ - عندما أحب الملك سليمان نساء غريبة من الأمم الذين قال عنهم الرب لشعبه "لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة فأملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تمامًا وبنى مرتفعات لآلهة جميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن، فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب.. وقال له الرب من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيك بها فإني أمزق المملكة عنك تمزيقا وأعطيها لعبدك.. وأقام الرب خصمًا لسليمان هدد الأدومي (1مل11: 1-14). |
01 - 12 - 2021, 07:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: للكتاب المقدس رأي واضح في مصاهرة الغرباء
هذا هو سليمان الذي أعطاه الله غنى وحكمة أكثر من كل ملوك الأرض، عندما اختلط بالغرباء وأزاغوا قلبه عن عبادة الله، لم يسلم من غضبه عليه بل وأقام له أعداءًا لمقاومته. ب - وكما حدث أيضًا في الظروف التي انتقم فيها الله من العالم القديم بالطوفان إذ يقول الكتاب "وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا.. وبعد ذلك إذ دخل بنو الله على بنات الناس ولدن لهم أولادًا.. ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض. قال الرب "أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته"." (تك6: 1-7). فالطوفان الذي سكب الله كل غضبه فيه ليمحو الإنسان عن وجه الأرض كان بسبب التصاق أولاد الله ببنات الناس وزواجهم بهن. وشر هذا الفعل يعبر الوحي الإلهي عن تأثيره في الله بقوله "فقال الرب لا يدين روحي (أي لا يعمل ولا يسكن روحي) في الإنسان إلى الأبد.. وحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأثر قلبه" (تك6: 3، 6). فهل هناك من خطية يرتكبها الإنسان في كل حياته ويخون بها عهد الله أعظم من هذه الخطية التي تجعل الله يحزن ويتأسف في قلبه على نعمة الوجود التي وهبها له فلا يستريح إلا إذا أفناه فناء الغضب والنقمة؟ 3 - مصاهرة الغرباء ضياع للامتيازات الإيمانية: وغالبية الذين يتورطون في وحل هذه الخطية تعمي بصيرتهم عن جوهر حقيقتهم وامتيازاتهم الروحية كأولاد الله بل قد تتقسى قلوبهم على الله الذي أحبهم واقتناهم بدمه فيبيعونه مقابل اندفاع غريزي أعمى(3) للزواج من الغرباء عن الإيمان. وقد يجهل الكثيرون منهم الفارق الكبير بينهم وبين غيرهم ولذلك عندما تحذرهم كلمة الله من الالتصاق بالأمم تنبههم إلى هذا الفارق في الامتيازات التي منحت لهم. وهى ليست امتيازات زائلة، وإنما هي امتيازات سماوية روحية باقية تتعلق بحياتهم الأبدية. فيقول الله لهم قديما: "لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك إياك قد اختار الرب إلهك لتكون شعبًا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" (تث7: 5، 6). ويقول لهم في العهد الجديد "أما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة شعب اقتناء" (1بط2: 9) فامتياز الإنسان المؤمن في المسيح أن الله اختاره واقتناه وقدسه كابن له وخصه لذاته تخصيصًا روحيًا فوق جميع شعوب الأرض ويؤكد هذه الحقيقة قول يوحنا الإنجيلي: "والذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه" (يو1: 12). فهذه البنوة وهذا الاختيار والتخصيص الإلهيان إنما هما شرف للإنسان المسيحي ما بعده شرف ورفعة. خصوصًا أنهما لم يعطيا له بواسطة ملاك أو نبي أو رئيس ملائكة بل من الله ذاته الكلمة المتجسد. ويكفي وعد المسيح المبارك في قوله "لا أعود أسميكم عبيدًا: لكني قد سميتكم أحباء.." (يو15: 15) وفي قوله أيضًا "ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم.. لتأتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي" (يو15: 16). زد على هذه الوعود نعمة التقديس التي كانت قديمًا نعمة نسبية تتم ببعض شرائع التطهير الجسدية كغسلات الماء ودم الذبائح الحيوانية، أما في العهد الجديد فنعمة التقديس التي بالإيمان بالمسيح صارت في درجة أعظم وأقوى وأكمل، إذ قدسنا بدمه (أف5: 26، عب10: 29). فصار التقديس عملية مستمرة بفعل روح الله القدوس (1بط1: 1، 1كو6: 11) العامل في نفس وجسد كل مؤمن دخل في دائرة ملكوت السموات بنعمة المعمودية المقدسة (يو3: 5) والعامل أيضًا في بقية الأسرار التي ينالها المؤمنون بالمسيح (يو 20: 22، 23). وعمل الروح القدس عمل كامل (يو14: 26) في المؤمنين بالمسيح، رفع طبيعتهم بامتيازات روحية قدسية فائقة تجعل الفارق بينهم وبين غيرهم عظيمًا مما يجعل الشركة والالتصاق بين المؤمنين وغيرهم في علاقة كالزواج أمرًا غير منطقي بل ومستحيلًا من الناحية الروحية. وهذه الامتيازات المقدسة المُعطاة ثمرة الإيمان بالمسيح عندما تكون معروفة عند الشخص المؤمن بالمسيح وواضحة لديه، يصبح من الصعب عليه أن يستهين بالأقداس أو يحتقر عطايا الإيمان بالمسيح بسبب اندفاع أهوج نحو مصاهرة للغرباء تضيع عليه إيمانه، فتفقده كل أقداس وعطايا هذا الإيمان مما يعرضه لدينونة غضب الله، كما توقفه أمام ضميره الذي يشهد عليه في اليوم الأخير بقول القديس بولس "كم عقابا أشر تظنون أنه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدس به دنسًا وازدرى بروح النعمة... لأنه بعد قليل سيأتي الآتي ولا يبطئ أما البار فبالإيمان يحيا وإن ارتد لا تسر به نفسي" (عب10: 29، 37-38). هذه الامتيازات نرى صورة واضحة للواقع الفعلي لها في ما رسمه معلمنا بولس الرسول من مفاضلة رائعة بين المؤمن بالمسيح وبين الذي لم ينل بعد نعمة الإيمان به، مُبينًا استحالة ارتباطهما أو الشركة بينهما، وذلك في رسالته الثانية إلى كورنثوس كما يظهر في الفقرة التالية: 4 - استحالة علاقة المصاهرة بين المؤمنين والغرباء: في هذه الرسالة يعبر معلمنا بولس عن استحالة هذه العلاقة بقوله: "لأنه أية خلطة للبر والإثم وأية شركة للنور مع الظلمة وأي اتفاق للمسيح مع بليعال، وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن، وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان. فإنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا" (2كو6: 15-16). فهذه مقارنة أو بالأحرى مفاضلة عظمى واضحة للمؤمن بالمسيح على غير المؤمن به، تجعلهما على طرفي نقيض يستحيل أن يجتمعا معًا تحت نير واحد كنير المصاهرة والزواج، وهما أقوى العلاقات شركة واتصالًا وأشد تأثيرًا على حياة الفرد ومستقبله الأبدي. فأولًا: أية خلطة للبر والإثم: يستبعد بولس الرسول أن تتم خلطة بين المؤمن الذي تبرر بالإيمان بالمسيح (رو5: 10) أي نال الصفح عن الخطايا السالفة بدم المسيح الذي قدمه الله كفارة ليبرر كل من يؤمن به (رو3: 25، 26)، والذي نجا من حكم الدينونة كما يقول الكتاب "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو8: 1، 1يو3: 18) وبين غير المؤمن الذي لا زال يعيش في إثمه ولم يتطهر منه لأنه لم يتبرر بعد بدم المسيح (رو5: 9) ولازال يعيش تحت حكم الموت والدينونة حتى لو كان بارًا في عيني نفسه لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد (يو3: 18) يسوع المخلص الفادي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فاختلاط صورة البر التي للمؤمن بالمسيح -بصورة الإثم- التي لغير المؤمن بالمسيح أمر بعيد الوقوع جدًا. وقول معلمنا بولس "وأية خلطة" إنما يعني أنه لا يصح أن توجد خلطة فعلًا. وثانيًا: أية شركة للنور مع الظلمة: كما يستبعد أيضًا على الإنسان المؤمن الذي أشرق عليه في المعمودية نور المسيح وصار إنسانًا نورانيًا، أي مملوءًا بالنور كما يقول الكتاب "وأما أنتم الآن فنور في الرب" (أف5: 8) وكما يقول أيضًا "كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة" (يو12: 46) والذي امتلأ بنور الحياة (يو1: 4) نور شمس البر (مل4: 2) والذي دعاه المسيح أيضًا "نور العالم" (مت5: 14) يستبعد على المؤمن إنسان النور أن يكون له شركة حياة مع غير المؤمن الذي لازال تحت سلطان الظلمة! ظلمة الموت. كما يخاطب أهل أفسس موضحًا لهم حالتهم قبل الإيمان بالمسيح فيقول لهم: "لأنكم كنتم قبلًا في الظلمة" (أف5: 8، كو1: 13) وتحت سواد الخطية القاتم لأنه لم تبدده بعد أنوار القيامة الغالبة (1كو15: 54). فالشركة هنا مستحيلة لأن النور لا يتفق مع الظلمة ولابد أن يسود واحد على الآخر أو يطرد الواحد الآخر فلا اجتماع بينهما. ثالثًا: وأي اتفاق للمسيح مع بليعال: ثم يصف الرسول الإنسان المؤمن أنه إنسان المسيح فهو ينتمي إليه ويؤمن به ومتتلمذ على وصاياه، بل إن المؤمن مِلك للمسيح ويحيا به والمسيح حي فيه كما يعبر بولس الرسول عن هذا بقوله "فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل2: 2). وإذ المسيح هو الكلمة (يو1: 1) والمؤمن يحيا بالمسيح في داخله فنفس المؤمن متسربلة بالمسيح الإله الكلمة كما يقول الكتاب "البسوا الرب يسوع المسيح" (رو13: 14) وهذا المعنى هو ما كان يعبر عنه كثير من الشهداء عندما كانوا يُسألون عن أسمائهم كان الواحد منهم مثل القديس أغناطيوس الشهيد يدعو نفسه لابس الإله "الثيئوفورس"(4) (غل2: 27) أي الملتحف بالنور الإلهي. بل إن المؤمن أيضًا هو رسالة المسيح المقروءة من جميع الناس (2كو3: 2) بل هو صورة المسيح ذاتها "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرًا بين إخوة كثيرين" (رو8: 29). إذًا المؤمن يمثل شخص المسيح. لذلك إذا كان المسيح هو رب المجد، الإله الظاهر في الجسد، القدوس، البار، الخالق، الذي بلا عيب، والذي لم يعمل خطية، وليس في فمه غش، إله محب، قادر على كل شيء، صانع العجائب والمعجزات، رئيس الحياة، مؤسس الدهور، واهب المعرفة، صانع النعمة والمحسن لنفوسنا(5). هذا من جهة. من جهة أخرى بليعال هو رمز شر وفساد الوثنيين وكان كاتبو الأسفار المقدسة يشيرون به إلى كل من كان ذميمًا ولئيمًا لا يخاف الله ولا يهاب إنسانا (قض19: 22، 1صم2: 12) وهو اسم عبري معناه "عديم الفائدة أو شرير"(6). فمن المحال أن يتفق المسيح مصدر كل خير وطهر ونقاوة مع بليعال رمز كل شر ونجاسة وغش! كذلك لا يمكن أن يتفق المؤمن المتحد بالمسيح مع غير المؤمن المتحد ببليعال، ومن ثم يستحيل أن تكون هناك شركة زواج بينهما. رابعًا: وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن: إن المؤمن بالمسيح هو إنسان قبل المسيح إلهًا وفاديًا. ومن قبل المسيح إلهًا وفاديًا قبل الله ذاته حسب قول المسيح "من يقبلني يقبل الذي أرسلني" (مت10: 40، لو9: 48) والذي يقبل الله في شخص المسيح يقبل الله المحب، الذي أظهر محبته نحو الإنسان بإرسال ابنه يسوع المسيح إلى العالم ليفتدي البشر من خطاياهم، والذي يقبل محبة الله في فدائه للإنسان يؤهل نفسه لملكوت الله ويكون له نصيب معه في مجده. وأما الذي يرفض المسيح فقد رفض عمل محبة الله، والذي يرفض عمل محبة الله للإنسان في المسيح يرفض الله في ذاته، كما قال المسيح له المجد "من يرذلني يرذل الذي أرسلني" (لو10: 16) والذي يرفض الله ليس له نصيب معه في الأبدية. فإن كانت توجد استحالة لأن يكون هناك نصيب وميراث لغير المؤمن مع المؤمن الذي سيرث مع المسيح في مجده، فقد حُق لبولس الرسول أن يستبعد أي نصيب أو شركة حياة بين المؤمن وغير المؤمن في حياتهم بالجسد في العالم. خامسًا: وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان: وأخيرًا يرتفع الرسول بولس بمقام المؤمن بالمسيح إلى مكانة أسمى في العظمة الروحية والمجد السماوي فيصفه بأنه هيكل الله الحي، لأن الله وعد أنه سيسكن في وسط شعبه المؤمن به وسيسير بينهم، ويكون هو لهم إلهًا وهم يكونون له شعبًا، وهكذا دعى ربنا يسوع المسيح "عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (مت1: 23) وقد أكد يسوع هذه الحقيقة لتلاميذه بقوله"ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر"(مت28: 20). كما أن المسيحي بتطهير دم المسيح أصبح مسكنًا للروح القدس كما يقول معلمنا بولس: "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم فمجدوا الله في أجسادكم التي هي لله" (1كو6: 19، 20). وكما يقول أيضًا "إنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم، إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو" (1كو3: 16، 17). والذي أصبح مسكنًا لروح الله القدوس صار مقدسًا لله، وأضحى صورة للمجد والبهاء، ومنبعًا يفيض طهرًا ونقاوة ونورًا إلهيًا. ومن أجل هذا لا يمكن أن يتحد المؤمن هيكل الله الذي يحمل كل هذه الصفات والمواهب الإلهية مع غير المؤمن.. ويصيران جسدًا واحدًا بالزواج. هذه هي المفاضلة التي ترسم للإنسان المسيحي صورة واضحة لمقامه الروحي فتجعله يحرص كل الحرص على عدم ضياع هذه الامتيازات الروحية الفائقة وذلك بحذره من السقوط في فخ الزواج من الغرباء. |
||||
01 - 12 - 2021, 07:49 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: للكتاب المقدس رأي واضح في مصاهرة الغرباء
ميرسى على مشاركتك المثمرة ربنا يفرح قلبك |
||||
01 - 12 - 2021, 08:42 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: للكتاب المقدس رأي واضح في مصاهرة الغرباء
شكرا للمرور الغالى
الرب يباركك |
||||
02 - 12 - 2021, 10:45 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: للكتاب المقدس رأي واضح في مصاهرة الغرباء
في منتهى الجمال ربنا يباركك |
||||
02 - 12 - 2021, 10:10 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: للكتاب المقدس رأي واضح في مصاهرة الغرباء
شكرا للمرور الغالى
ربنا يفرح قلبك |
||||
|