|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هيئة السائح وسلوكه لذلك منطقوا أحقاء ذهنكم صاحين ( 1بط 1: 13 ) اعتاد أهل الشرق أن "يمنطقوا أحقاءهم". فهم يلبسون الملابس الفضفاضة التي تساعدهم على التحرك، والتي تناسب جو بلادهم، لكنها تعطل كثيرًا الشخص المسافر، أو المصارع، أو المُحارب. وعندما كان الشعب في القديم يستعدون للرحيل من مصر، كانوا يقفون، وأحقاؤهم مُمنطقة، حول المائدة التي عليها خروف الفصح. إن نفوسنا تكتسي بثياب فضفاضة من الشهوات المختلفة، والعواطف والنزوات، والميول والرغبات. وهذه الثياب غير ملتصقة بأجسامنا، بل هي حُرة طليقة فضفاضة. غير أنها تمسك بأشياء كثيرة من العالم، وتعرقلنا في ميدان السباق المسيحي. فينبغي أن لا نَدَعها تهفهف حيثما شاءت، وإلا تعرضنا لخطر شديد. وكم تحسَّر أبشالوم على اليوم الذي طالت فيه خُصل شعره وتموجت خلفه مع الريح، فتعلّق رأسه بأغصان البُطمة العظيمة الملتفة وعُلِّق بين السماء والأرض! ( 2صم 18: 9 ). ونحن ينبغي علينا أن نُمنطق عادات نفوسنا، ونشذب أنفسنا، ونهندم ذواتنا، لكي نجتاز ـ بسرعة وسهولة على قدر استطاعتنا ـ وسط غابة هذا العالم الشائكة. مَنطِق ذاتك، واكبح جماح شهواتك، قاوم محبة التلذذ بالعالم، اقتصد في الإنفاق على نفسك، ولا تسمح لذاتك أن تحيا مُسرفًا. راقب عينيك وشفتيك، أفكارك ورغباتك، لئلا يفلت منك زمام ضبط النفس، و«فوق كل تحفُّظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ). لا تنشغل كثيرًا "بسوق الأباطيل" (العالم)، بل اعبره بسرعة. كونوا «صاحين»: الصحو صفة عظيمة، طالما أُوصِيَ بها في العهد الجديد الشيوخ، والشمامسة، والعجائز، والشبان، والشابات. وهي تعني الاعتدال، وضبط النفس، وتقدير المرء لنفسه تقديرًا عادلاً. يوجد البعض يزيّفون هذه الصفة باتخاذ مظاهر الصرامة والتجهم، ونبذ أشياء بريئة وطبيعية. والنظر بغضب إلى كل مَنْ لا يخضع لمعتقداتهم، لكن الشخص الصاحي حقًا، هو الذي يتحرك بحرية في العالم المليء بالأشياء الجميلة البريئة، ويحسن استخدامها، ويفرح بكل عطايا الله الصالحة، لكنه لا يَدَع قط أيًا منها أن يستحوذ على عواطفه، ويسيطر على إرادته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مقام المؤمن وسلوكه |
دانيال وسلوكه الرائع |
موائل الكوكا وسلوكه |
صفات الجمل وسلوكه |
دانيال وسلوكه الرائع |