علم بوضوح عن دوام بتولية القديسة مريم، إذ يقول: "نحن نجهل الكثير: كيف يوجد غير المحدود، في رحم، كيف يحمل ذاك الذي يحمل كل شيء وتلده امرأة، كيف تلد البتول وتبقى بتولا؟(30). وفي تفسيره إنجيل القديس متى دافع عن بتوليتها عند تفسيره العبارة: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" ذاكرًا بعض العبارات الكتابية جاءت فيها كلمة "حتى" بطريقة لا تعني المحدودية(31)، نذكر على سبيل المثال "وأرسل الغراب فخرج مترددًا حتى نشفت المياه عن الأرض (تك 5: 7)، فإن كلمة "حتى" لا تعني أن الغراب عاد بعد أن نشفت المياه وجفت الأرض وأيضًا "قال الرب لربي اِجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك" (مز 11: 2)، لا يعني أن الجلوس عن يمين الآب ينتهي بوضع الأعداء موطئًا لقدميه، وأيضًا "يشرق في أيامه الصديق وكثرة السلام حتى يضمحل التمر" (مز 72: 7) لا يفي عدم إشراق الصديق أو نزع السلام بعد اضمحلال القمر، كما دلل القديس على بتوليتها وعدم إنجابها أولادًا آخرين من تسليم السيد لها في أيدي القديس يوحنا الحبيب حين كان معلقًا على الصليب. فلو كان لها أولادًا لما سلمها إليه.