أتى كل الشعب إلى رحبعام وعرضوا أمامه معاناتهم قائلين: «إن أباك قسَّى نيرنا وأما أنت فخفِّف الآن من عبودية أبيك القاسية ومن نيره الثقيل الذي جعله علينا فنخدمك»، وكانوا غير مغالين في طلبهم، بل عبّروا عن استعدادهم لخدمته. والإنسان، كما قال أحدهم، أمام القرارات الصعبة الحساسة يحتاج لأمرين يخطئ إذا تجاوزهما: أولاً الإرشاد الإلهي، ثانيًا خبرة الحكماء والمتقدمين. وإذ لم يتمكن من الحصول على الأمرين وقُدِّر له أن يتخلى عن واحد منهما، فعليه أن يطلب بكل إلحاح وإصرار مشورة الله، خاصة عندما يقف على مفترق الطرق. طلب رحبعام من الشعب مهلة ثلاثة أيام، ولو كان خصصها لطلب وجه الرب ليمنحه الحكمة والفطنة في التصرف لكانت النتائج اختلفت كلية عما صارت إليه.