|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مواقف رحبعام 1- موقفه من الله: في بداية شبابه لم تكن له علاقة حقيقية بالله، ولا استناد قلبي عليه. لم يفعل كأبيه سليمان ولا كحفيده يوشيا. فسليمان في باكورة حياته عندما تراءى له الرب قائلاً: «اسأل ماذا أعطيك؟» قد أقرّ بضعفه وقال له: «أنا فتى صغير لا أعلم الخروج والدخول. فأعطِ عبدك قلبًا فهيمًا لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر، فحسن الكلام في عيني الرب» (1ملوك 3: 7-10)، ويوشيا «إذ كان بعد فتى (16سنة) ابتدأ يطلب إله داود أبيه» (2أخبار 34: 3). أما رحبعام «فلم يهيئ قلبه لطلب الرب» (2أخبار 14: 12). ولا ننسَ أن رحبعام كان له رصيد عظيم من الإرشاد والنصح فيما كتبه أبوه خاصة في سفر الأمثال. كان يمكنه أن يعرف طريق الحكمة ومخافة الرب وأُتيحت له الفرصة ليذكر خالقه في أيام شبابه. لقد ملك في سن الحادية والأربعين؛ ولو كان قد عرف الرب منذ حداثته لكان عنده متسع من الوقت ليصبح حكيمًا، لكنه لم يرغب في هذا الأمر ويبدو أن حياة التقوى وما يصاحبها من حكمة كانت ثقيلة عليه وغير مرغوبة منه فانصرف عنها وتم فيه قول الرب «من يُخطِئُ عَنّي يَضرُ نفسه. كل مُبغضيَ يُحبون الموت» (أمثال8: 36). ربما تسألني لماذا لم يستفد من مصادر الحكمة المتاحة له؟ لأنه لم يقدرها ولم يطلبها. فسليمان يقول: «يا ابني.. إن دعوت المعرفة، ورفعت صوتك إلى الفهم، إن طلبتها كالفضة، وبحثت عنها كالكنوز، فحينئذ تفهم مخافة الرب، وتجد معرفة الله. لأن الرب يعطي حكمة. من فمه المعرفة والفهم» (أمثال2: 3-6). 2- موقفه من الشعب: أتى كل الشعب إلى رحبعام وعرضوا أمامه معاناتهم قائلين: «إن أباك قسَّى نيرنا وأما أنت فخفِّف الآن من عبودية أبيك القاسية ومن نيره الثقيل الذي جعله علينا فنخدمك»، وكانوا غير مغالين في طلبهم، بل عبّروا عن استعدادهم لخدمته. والإنسان، كما قال أحدهم، أمام القرارات الصعبة الحساسة يحتاج لأمرين يخطئ إذا تجاوزهما: أولاً الإرشاد الإلهي، ثانيًا خبرة الحكماء والمتقدمين. وإذ لم يتمكن من الحصول على الأمرين وقُدِّر له أن يتخلى عن واحد منهما، فعليه أن يطلب بكل إلحاح وإصرار مشورة الله، خاصة عندما يقف على مفترق الطرق. طلب رحبعام من الشعب مهلة ثلاثة أيام، ولو كان خصصها لطلب وجه الرب ليمنحه الحكمة والفطنة في التصرف لكانت النتائج اختلفت كلية عما صارت إليه. 3- موقفه من الشيوخ: استشار رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي، فأجابوه بكل ما لديهم من حنكة وخبرة: «إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلامًا حسنًا، يكونون لك عبيدًا كُل الأيام». وفي كلامهم نرى روح الاتضاع واللطف وحسن الكلام. ولكنه للأسف ترك مشورة الشيوخ واستشار الأحداث الذين نشأوا معه ووقفوا أمامه، فأجابوه «هكذا تقول لهم: إن خنصري (الأصبع الأصغر) أغلظ من متني أبي (حقوي أبي). والآن أبي حملكم نيرًا ثقيلاً وأنا أزيد على نيركم. أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب»!! كانت العظمة عند الشيوخ تقوم على أساس الخدمة والرفق والحنان والكلمة الحلوة. والشيوخ - ولعلهم عاصروا داود وسليمان- قد أدركوا الفرق بين الاثنين. فداود كان خادمًا للشعب وكافح وغامر بحياته من أجله، وتعامل معه باللين والوداعة؛ لذا أحبه الشعب والتف حوله. أما سليمان فقد ملأ بطونهم طعامًا، لكنه ألهب ظهورهم بالسياط واستعبدهم. أما العظمة عند الشباب فكانت تقوم على التسلط والاستبداد، وهذا نابع من الغرور والكبرياء والثقة المفرطة في الذات. وللأسف مال رحبعام لمشورة الأحداث وارتكب ثاني خطأ، فلقد تجاوز مشورة الرب وتجاهل مشورة الشيوخ. وثار الشعب وظهرت بوادر الانقسام ولما أراد رحبعام قمعهم بمنتهى الحماقة وأرسل أدورام الذي علي التسخير، فرجمه جميع الشعب بالحجارة فمات. لذا أسرع الملك وصعد إلى المركبة وهرب إلى أورشليم مذعورًا خائفًا. وللأسف انقسمت المملكة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رحبعام فكَّر أن يفعل كما فعل سليمان |
مواقف رحبعام بن سليمان من الشيوخ |
مواقف رحبعام بن سليمان من الشعب |
مواقف رحبعام بن سليمان من الله |
رحبعام بن سليمان |