|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليأتِ حبيبي إلى جنتهِ لِيَأْتِ حَبِيبِي إِلَى جَنَّتِهِ وَيَأْكُلْ ثَمَرَهُ النَّفِيسَ ... قَدْ دَخَلْتُ جَنَّتِي يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ ( نشيد 4: 16 ؛ 5: 1) ما أروع هذه الأشواق التي تجعل المؤمن كالعروس يدعو الرب لزيارته! وما أسمى هذا الإدراك الذي يجعل المؤمن يَعي أن الرب بالنسبة له “حبيبي” وهو بالنسبة للرب “جنَّتهِ”، لإشباع وسرور قلبه. والسؤال: ماذا سيجد الرب عندي كمؤمن إذا جاء لزيارتي اليوم؟ تقول العروس ليأتِ حبيبي فيجد كل ما يفرح قلبه: - «جنتي .. تقطُر أطيابها»: إنها رائحة المسيح الذكية التي تفوح من مؤمن حلَّ المسيح بالإيمان في قلبه، وعندما هبَّت عليه ريح الشمال والجنوب، التجارب المتنوعة، خرجت منه روائح السرور وعِطر السجود «رائحة سرور للرب»، أ لم تخرج من فم أيوب المتألم رائحة مُماثلة وهو يقول: «ليكن اسم الرب مُباركًا»؟ ( أي 1: 21 ). - «ليأتِ حبيبي إلى جنتهِ ويأكل ثمَرَهُ النفيس»: إن الرب يأتي إلى جنتهِ ليتلذَّذ بثمره فينا ( في 1: 11 )، وهذا يُشبِع قلبه «من تعب نفسهِ يرى ويشبع» ( إش 53: 11 ). ولا ننسى أن الثمر هو منه «لأن الله هو العامل فيكم أن تُريدوا وأن تعملوا من أجل المسرَّة» ( في 2: 13 )، وهذا الثمر ذات قيمة غالية في عينيه؛ إنه «ثمَرَهُ النفيس». فيا ليتنا نُثمر ويدوم ثمرنا. - «قد دخلتُ جنَّتـي يا أُختي العروس»: ما أسرع تجاوب الرب مع أشواق مؤمن يريده! أ لم يَعِد الرب بالقول: «يَدعوني فأستجيب لَهُ» ( مز 91: 15 ). لقد أمسَك به تلميذا عمواس بإصرار لكي يمكث معهما، فلبَّى أشواقهما في الحال «فدخلَ ليمكث معهما» ( لو 24: 29 ). - «كُلُوا أيها الأصحاب. اشربوا واسكَروا أيُّها الأحباء» ( نش 5: 1 ). العجيب أن الرب لم يأكل ويشبع هو وحده فقط في هذه الجنة، لكن الكثيرين أيضًا وجدوا شبعًا وسرورًا لهم، بمعنى أن المؤمن الذي يشبع بالرب بحق ويشبع به الرب، يكون هو أيضًا سببًا لإشباع وبركة الآخرين. هذا ما فعله داود؛ الذي «لمَّا انتهى داود من إصعاد المُحرقات وذبائح السلامة» - ليُشبِع قلب الرب - «باركَ الشعب باسم رب الجنود. وقسَمَ على جميع الشعب، على كل جُمهور إسرائيل رجالاً ونساءً، على كل واحدٍ رغيف خبز وكأس خمر وقرص زبيب» ( 2صم 6: 18 ، 19). هل يا تُرى إذا جاء الرب إلينا اليوم سيجد فينا جنته المُشبِعة التي تفوح أطيابها، والمُمتلئة بثمرهِ النفيس؟ يا ليت قلوبنا تكون دائمًا في حالة مرضية لعريسنا وربنا يسوع، ندعوه ليفرح بنا ونشبع نحن به، بل ونكون بركة لمَن حولنا أيضًا. |
|