وهو عَالَ الملك عند إقامته في محنايم لأنه كان رجلاً عظيمًا جدًا
( 2صم 19: 32 )
كان شيخًا عملت فيه الأيام، من حقه أن يجد لجسده راحة، وفي ذات الوقت كان رجلاً عظيمًا جدًا (ذا جاه ومركز)؛ لكن لا شيخوخة منعته، ولا مركزه الاجتماعي عطّله عن أن يعول داود وهو في محنايم.
لقد استخدم كل ما كان له، فقدّم لداود بسعة، الغالي مع الرخيص، دون أن يُطلب منه أو يُلزمه أحد ( 2صم 17: 27 - 29) إذ كان يرى فيه مسيح الرب وحبيب القلب. ومرَّت الأيام، وعاد إلى مُلكه مَنْ مسحه الله. وابتغى داود أن يكافئ مَنْ عاله في محنته. هنا ظهر المعدن الأصيل، هنا بانت رِفعة النفس، هنا تجلَّت المحبة التي تبغي أن تعطي دون أن تنتظر مقابل! لنفحص قلوبنا ودوافعنا: هل ما نقدمه للرب ينتظر مقابل؟! هل نكرمه ليعطينا أو ليحمينا، فإذا كان غير ذلك، انكشف ما في قلوبنا؟!