لكـن انتبـه، أيها المحبوب، لعجائب الله، وإلى الأفراح التي أتت بعد كل هـذه الآلام؛ لأن المُحتَقَر، صـار مُمجَّداً. فـالجسد القابل للفساد والموت، قـام مُمَجَّـداً، مُنتصِراً على الموت. فعندمـا سقط آدم آنـذاك، حـزنت الأرض، واكفهرَّ النهار، وسـاد الموت على الجميع. لكن الآن لم يستطع الموت أن يمسك ذاك الذي يمسك كلَّ شيء بكلمته.
إذن، لنحتفل اليوم بالقيامـة، التي أتت بنا إلى الحياة الأبديـة، لأنـه كمـا أنَّ العـذراء القديسة مـريم قـد اختبرت الآلام، إذ كونهـا عذراء بتول وتَلِد، فهذا قـد عرَّضها للاتِّهامات الباطلة، لكـن بحسب تدبير الله، ونعمة الروح القدس، وَلَدَت كلمة الله خالق الدهـور؛ هكذا افتُدِيَت أحشاء الأرض مـن آلام الموت، إذ لم يكن مُمكناً أن تُمسَك الحياة من الموت... إذ لم يكـن مُمكناً للموت أن يقبض عليه، لأنـه لم يستطع أن يسود على الجسد الحامل الحياة]