منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 09 - 2021, 06:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823




القديس يوحنا ومشكلة الإخوة الطوال

القديس يوحنا ومشكلة الإخوة الطوال

دخلت مشكلة الإخوة الطوال مع البابا ثاوفيلس السكندري حياة القديس يوحنا الذهبي الفم، فدفعت به دفعًا إلى عداوة البابا ثاوفيلس، استغلتها الإمبراطورة أفدوكسيا لتحقيق مآربها، ووجد فيها الأسقف سفريان وغيره من الأساقفة المضادين للبطريرك فرصتهم للتنكيل به، فدخل الذهبي الفم إلى الاستشهاد، وتشوه تاريخ البابا ثاوفيلس!
لذلك وجدت نفسي ملزمًا إلا أعرض المشكلة عرضًا سريعًا، خاصة وأن أغلب المصادر التي اعتمد عليها التاريخ الكنسي في هذه المشكلة جاءت عن مؤرخين أعداء للبابا ثاوفيلس، صبوا كل غضبهم عليه من أجل ظلمه للبطريرك القديس يوحنا.

لست بهذا أود تخفيف أخطاء البابا ثاوفيلس، لكنني أقول مع Quasten أستاذ التاريخ الكنسي القديم وعلم الآثار المسيحية بجامعة أمريكا الكاثوليكية بواشنطن: [على أي الأحوال، يلزمنا بكل عدل أن نذكر أن أغلب معلوماتنا قد جاءت إلينا من أعداء ثاوفيلس خاصة بالاديوس وأرنوبيوس (73) وثيؤدوريت (74) والبابا لاون الكبير(75)... أما (الأبوفثجماتا باتروم Apophthegmata Patrum)، فتؤكد سمعته الطيبة التي تمتع بها في الدوائر الرهبانية. فقد كان على علاقة ممتازة بالأبوين المشهورين" هورسيس Horsiesi وآمون الذي كان يكرمه على الدوام بكونه أباه الروحي(76).]
فالمؤرخ بالاديوس عاصر المشكلة وسجلها لنا في كتابه "حوار عن القديس يوحنا" والذي يعتبر من أهم المصادر الأصلية. لكنه كان بلا شك متحيزًا، فهو الصديق الحميم للبطريرك المُفترى عليه والمُستبعد في أقاصي أرمينيا محرومًا من شعبه(77). كما كان طرفًا في القضية. إذ اُتهم في مجمع السنديان سنة 403 بالأوريجانية وحُكم عليه بالنفي. وها هو يخط عمله هذا في منفاه!
وحين سجل لنا كتابه المشهور "التاريخ اللوسياكي Laus. His" حوالي عام 420م، كان العالم ساخطًا على البابا ثاوفيلس بعد نياحة البطريرك في منفاه! ولا ننسى أيضًا شغف بالاديوس نفسه بكتابات العلامة أوريجينوس، يحب من يحبها، ويزدري بمن يزدريها. فيكتب بحب حقيقي إعجابه بالإخوة الطوال (حيث كان أحدهم آمون يحفظ قرابة ستة ملايين قولًا لأوريجينوس وغيره من الآباء)، وأبيهم الروحي بامبو Pambo والقديسة ميلانية (التي درست بدقة وتروِّ ملايين السطور لأوريجينوس) ومار أوغريس... وعلى العكس إذا ما ذكر القديس جيروم يتحدث عنه في استخفاف وازدراء، كان يقول عنه:
[جيروم ما... وقف في طريق (بولا Paula)... بجسده أعاق نموها وأقنعها للعمل لحسابه وأغراضه(78).]
"كان جيروم قد سكن في هذا الموضع، وقد عاش معه Posidonus عدة أيام طيبة، هذا همس في أذني قائلًا: أن بولا Paula المعتنى بها والتي تنزع خسته في طريقها للموت".
لهذا لم يتورع المؤرخ بالاديوس عن وصف البابا ثاوفيلس -عدو كتابات أوريجينوس والمقاوم للقديس الذهبي الفم- في أدنى صورة، إذ يقول عنه:
[كان حاد الطبع، عنيفًا، جسورًا، ميالًا إلى الخصام بشدة. ما أن يحدد هدفه حتى يضربه برأسه (كالثور) مندفعًا. ليس من يقدر أن يوقفه، يأخذ قراراته في عجالة، دون تروِّ، أو وزن للأمور، وبطريقة قاطعة. يضرب أعداءه بشدة ليفرض إرادته(79).]
مرة أخرى يصف نظراته الغاضبة نحو رهبانه الثائرين عليه فيقول: [كان ينظر إليهم بعين محمرتين كالدم، كالحية يلتفت من الجنب، ومن أسفل كالثور!(80)]
أينما تحدث عنه ينعته بأبشع الصور، فيقول عنه: [إنه كلب مسعور(81) "فرعون، مصابًا بداء القسوة، يحطم نفسه ببناء قصور شاهقة في الخيال(82).]
اِتهمه بحب المال، يحصل عليه بكل وسيلة ووسيلة، يأخذ من أموال الفقراء، ويتقرب من الشريفات يحصل منهن على ما يرغبه بطرق دنيئة(83).
الحق يقال إن البابا ثاوفيلس قد خسر سمعته بعداوته للقديس يوحنا الذهبي الفم وظلمه إياه. فجاء تاريخه يحمل مبالغات كثيرة في ذمه، بينما تجاهل كثيرون -خاصة بالاديوس- أعماله العظيمة في مقاومة الوثنية واهتمامه برعاية شعبه واهتمامه الزائد ببناء الكنائس وترفقه وطول أناته مع الأوريجانيين (قبل مجمع السنديان)، وموقفه المشرف في إعادة الشركة بين إنطاكية ومصر، وإنطاكية وروما، وخطاباته المهدئة للقديس جيروم في موقفه ضد الأوريجانيين (قبل تفاقم مشكلة الإخوة الطوال)، كما تجاهل المؤرخون الكشف عن الظروف المحيطة به في تصرفاته. فالأمر يحتاج إلى دراسات جديدة غير متحيزة للتعرف على شخصيته كما يليق وفي غير تحيز، ودون الانفعال الحاد بخطئه الجسيم ضد القديس يوحنا الذهبي الفم وبعض رهبان نتريا.
لسنا ندرس الآن شخصية البابا ثاوفيلس، إنما نكتفي بدراسة مشكلة الإخوة الطوال معه، وموقفه من القديس يوحنا الذهبي الفم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا دي لا سال مؤسس رهبنة الإخوة المسيحين
القديس يوحنا التبايسي * (القديس يوحنا الأسيوطي | يوحنا الرائي "الثاني")
القديس الأب أمونيوس الطويل ومشكلة الاخوة الطوال
القديس يوحنا ذهبي الفم ومجمع السنديان والإخوة الطوال
القديس يوحنا ومشكلة عدم أكله مع الآخرين


الساعة الآن 08:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024