|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يوجد الشر اذ كنا نقول ان ليس له بداية ولا انه خلق ؟ الاجابة تأتي من هؤلاء الذين يفحصون هذه الامور . فاذا تساءل احد : كيف تأتي الامراض ؟ من أين يأتي الشلل الجسدي ؟ نقول ان المرض ليس هو غير مولود وليس هو خليقة الله ، لكن الكائنات لها أعضاء تؤدي وظيفتها ولكن عندما يصيبها المرض تنحرف عن اداء مهمتها بحسب طبيعتها ، اذ ان هذه الأعضاء تكون قد فقدت عافيتها سواء لقلة التغذية أو لأي سبب آخر . أذن الله خلق الجسد وليس المرض . لقد خلق الله النفس ولم يخلق الخطية . إنما النفس يمكن ان تقبل الشر لأنها ابتعدت عن حالتها الطبيعية . واذا تساءل احد وقال ما هو الخير الذي كان للنفس ؟ نقول : كان مكانها بجوار الله وكان الخير متمثلا في الاتحاد بها بواسطة المحبة . ثم سقطت من هذا المكان وعانت من امراض كثيرة ومتنوعة ، ولكن اذا تساءل ايضا وقال : لماذا تقبل النفس فعل الشر ؟ نقول : إن نفس الانسان لها حرية تتناسب مع الكائنات العاقلة . ان نفس الإنسان متحررة من اي قيد وقد منحها الله أن تحيا بحرية إذ خلقت بحسب صورة الله . لقد نالت بالتأكيد الصلاح وتعرف جيدا أن تستمتع بهذا الصلاح ، ولديها المقدره لأن تحفظ حياتها الطبيعية طالما انها تظل تستمتع بالروحيات . لكن أيضا لديها المقدره ان ترفض الصلاح . وهذا يحدث للنفس عندما تنحاز للجسد بسبب حب اللذات والشهوات حيث أنها تشبع من مباهج العالم فتنفصل عن حب التمتع بالأمور السمائية . [ القديس باسيليوس الكبير _ الله ليس مسبباً للشرور _ ] |
|