واصل السيد المسيح تعاليمه السامية، فتحدث عن علاقة قلب الإنسان بالكنز الخاص به، فكلما كنز على الأرض ارتبط بالأرض، وكلما كنز فى السماء ارتبط بالسماء. لذلك قال: “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً” (مت6: 19-21).
الإنسان الحكيم هو الذى يجعل كنزه فى السماء لأن هذا سوف يساعده على الاشتياق للسماء، ويجعل ارتباطه بالأرض ضعيفاً. فلا يخشى الموت، بل يفرح بانطلاقه من هذا العالم، ويضحى بما يملكه هنا على الأرض، من أجل محبته للمسيح، مقدماً الحب للجميع.. أى أنه يعطى بسخاء للمحتاجين ولا يبخل عليهم.. ولا يكترث بزيادة ممتلكاته، بل على العكس يفرح بأن يبيع ممتلكاته ويعطى صدقة كما أوصى السيد المسيح: “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت. بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا يفندُ فى السماوات” (لو12: 32، 33).