قد أعلَنت راعوث الإيمان الذي في قلبها بتضحية أهلها وبيت أبيها، وبذلك برهنت على إيمانها بأعمالها، وإذ اختارت أن تسير في طريق بيت لحم؛ تلك الطريق المجهولة لها، غاضة الطرف عن نصيحة نُعْمِي لها بالرجوع، أثبتت أن إيمانها من عيِّنة إيمان إبراهيم أبي «جميع الذين يؤمنون»، الذي إذ دعاه الله «خرجَ وهو لا يعلم إلى أين يأتي» ( عب 11: 8 ). فسعيدة هي راعوث لأنها ثبَّتت نظرها في «أُمور لم تُرَ بعد» في أرض إسرائيل، مكان سُكنى يهوه، ولولا ذلك لكانت الأشياء «التي تُرى» قد أعاقت امرأة مفكِّرة كراعوث من تضحية شعبها وآلهتها. وما كان أسهل قيام الشكوك والصعوبات في وجهها لإعاقتها، فكان يمكن أن تقول: كيف تُسمي كنعان ”أرض الرب“ بينما كثيرون من سكان الأرض الأصليين لا يزالون ساكنين هناك (قض1)؟ أَوَ لم تهرب نفس المرأة التي أنا عازمة على اتباعها من المدينة التي يسمونها ”بيت الخبز“ غير واثقة من إعالة الرب لها في زمن المجاعة؟