|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيل إنه عاش في الفترة ما بين نوح وإبراهيم. ولكن لو فحصنا العصر الذي عاش فيه أصحابه: أليفاز التيماني، وبلدد الشوحي، وصوفر النعماتي (أنظر ص 36، 37)، لوجدنا أنه عاش بعد عيسو ويعقوب. فما هي الأدلة على ذلك؟ والتي هي نفس الأدلة التي تبرهن على أن سفر أيوب كان أقدم من أسفار موسى الخمسة؟ ... نذكر من هذه الأدلة: 1- كان أيوب في عصر ما قبل الكهنوت الهاروني. كان قبل العصر الذي انحصر فيه الكهنوت في بني هارون حسب أمر الرب لعبده موسى (خر40: 13- 15) (لا8: 12، 13). ولم يكن أيوب من بني هرون (عد3: 2-4) (1أي6: 3-15) بل كان في العصر الذي كان فيه الأب هو كاهن الأسرة: ذلك أنه كما ورد في الأصحاح الأول من سفره "وكان بنوه يذهبون ويعملون وليمة في بيت كل واحد منهم في يومه.. وكان لما دارت أيام الوليمة، أن أيوب أرسل فقدسهم، وبكر في الغد وأصعد محرقات على عددهم كلهم. لأن أيوب قال: ربما أخطأ بنيّ وجدفوا على الله في قلوبهم. هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام" (أي 1: 4، 5). وهذا هو النظام الذي كان يحدث في أيام الآباء الأول (الآباء البطاركة، رؤساء الآباء) نوح، وإبراهيم، وإسحق، ويعقوب. أولئك الذين كانوا يقدمون الذبائح عن أنفسهم وعن أبنائهم. ومما يثبت هذا أنه كان يقدم محرقات. وكان هذا هو ما يفعله الآباء الأول، كانت ذبائحهم كلها محرقات. أما منذ عهد موسى وهارون، فقد وجدت أيضًا أنواع أخرى من الذبائح يقدمها الناس عن خطاياهم، مثل ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم (لا4، 5)، بالإضافة إلى المحرقات، والفصح (خر12)، مع طقوس معينة... 2- لم يرد اسم أيوب في كل قوائم الآباء منذ موسى. لم يرد اسمه في كل سلسلة الأنساب التي سجلت نسل الأسباط الإثنى عشر، سواء في سفر العدد (عد1-4) ولا في القوائم التي وردت في السفر الأول لأخبار الأيام (1 أي 1-9) مما يدل على أنه قبل ذلك العصر كما لم يرد في أية سلسلة أنساب أخرى لذلك الزمان. 3- لم يرد في سفر أيوب أية أشارة عن تلك العصور. فعلى الرغم من أن أليفاز التيماني قال لأيوب "إلى أي القديسين تلتفت؟" (أي5: 1). وقال له بلدد الشوحي "اسأل القرون الأولى، وتأكد مباحث آبائهم (أي 8: 8). وقال له صوفر النعماتي "أما علمت هذا منذ القديم، منذ وُضع الإنسان على الأرض.." (أي20: 4).. إلا أنه لم يذكر واحد من هؤلاء اسم أحد من قديسي العهد القديم ليستشهد به. 4- كذلك في الكلام عن عظمة الله، لم يُذكر شيء في سفر أيوب عن المعجزات العجيبة التي صنعها الله مع شعبه!! كل ما ذكر في سفر أيوب في إثبات قوة الله، هو قوة الله في الخلق، وفي السيطرة على الطبيعة، وما يخص الحيوانات والطيور العجيبة، والجبال والسماء وكواكب الصبح.. وما أشبه ذلك.. حتى في حديث الله مع أيوب، أو في حديث أليهو معه، لإقناعه بعظمة العليّ القدير. حادثة تاريخية واحدة ذكرها أيوب وهو يشتهي لو كان قد مات بعد ولادته مباشرة. قال "حينئذ كنت قد نمت مستريحًا، مع ملوك ومشيري الأرض الذين بنو أهرامًا لأنفسهم" (أي 3: 13، 14). والمعروف أن الأهرامات العظيمة مثل هرم سقارة المدرج، وهرمي دهشور وميدوم، والأهرامات الثلاثة الكبرى كانت في الفترة من 3500 ق.م.، 3000ق. م. أي قبل موسى النبي بزمان، هذا الذي قهر فرعون في الأسرة التاسعة عشرة لقدماء المصريين..! 5- يستدل على عصر أيوب الصديق، من عامل الأعمار في ذلك الزمان... المعروف أنه حينما حلت التجربة بأيوب كان شيخًا، وكذلك كان أصحابه الثلاثة. ولذلك قال لهم أليهو بن برخئيل البوزي، لما بدأ يتكلم: "أنا صغير في الأيام وأنتم شيوخ، لأجل ذلك خفت وخشيت أن أبدي لكم رأيي. قلت الأيام تتكلم وكثرة السنين تظهر حكمة .." (أي 32: 6، 7). فلو كان عمر أيوب وقت التجربة 70 أو 80 سنة، فماذا كان عمره حينما توفى؟ يقول الكتاب إن أيوب بعد التجربة "عاش مائة وأربعين سنة. ورأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال" (أي 42: 16). هذا بالإضافة إلى عمره أثناء التجربة (70 أو 80). فيكون العمر الذي عاشه أيوب حوالي 210 عامًا أو أكثر. وهو أكبر من عمر كل من إبراهيم وإسحق ويعقوب!. لقد عاش أبونا إبراهيم 175 سنة (تـك: 25: 7). وعاش ابنه إسحق 180سنة (تك 35: 28). وعاش يعقوب 130 سنة حين قابل فرعون (تك47: 9). وعاش بعدها 17 سنة، فتكون كل أيام حياته 147 سنة (تك47: 28). وعاش يوسف 110 سنة (تك 50: 25). أما أيوب فعاش أزيد من 210 سنة. إذن هو من جيل الآباء الأول (حتى موسى عاش 120 سنة) (تث 34: 7)... |
|