|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك قيل أن أحد الأخوة المجاورين لقلاية أنبا أرساني خرج يوماً ليقطع خوصاً. وكان يوماً حره شديد. فلما قطع الخوص ورجع أراد أن يأكل. فلم يمكنه أن يبلع الخبز اليابس لأن الحر كان قد يبس حلقه. وفي ذلك الوقت كان الأخوة بالاسقيط يسلكون بتقشف عظيم ونسك زائد فاخذ الأخ وعاء به ماء وأذاب فيه قليلاً من الملح، وبل الخبز وبدأ يأكل.. فدخل اليه الأب أشعياء ليفتقده، فلما أحس الأخ بالأنبا أشعياء رفع الوعاء وخبأه تحت الخوص. وكان أنبا أشعياء رجلاً ذكياً حاراً في الروح جداً. وكان يعلم بأن أنبا أرسانيوس يعمل صنفين من الطعام: بقلا وخلا ولكن لأجل احتشامه لم يرد الآباء أن يكسروا قلبه سريعاً. فوجد أنبا أشعياء انها فرصة مناسبة لأن يؤدب أنبا أرسانيوس بواسطة هذا الأخ. فقال للأخ: ما هذا الذي خبأته مني؟.. فقال الأخاغفر لي يا أبي من أجل محبة السيد المسيح. لقد دخلت البرية لأقطع خوصاً فاشتد علي الحر جداً لدرجة انه سد حلقي. فلما دخلت القلاية أردت ان آكل فلم أستطع بلع الخبز لجفاف فمي وحلقي فأخذت ماء وأذبت فيه قليلاً من الملح وبللت به القراقيش (الخبز الجاف) ليسهل لي بلعه) فأخذ الأنبا أشعياء الوعاء وخرج ووضعه قدام قلاية أنبا أرسانيوس وقال للمراقب: دق الجرس كي يحضر الأخوة ليبصروا الاخ زينون كيف ياكل مرقاً، فلما حضروا التفت الي الأخ وقال له امام الاخوة: يا أخي، لقد تركت تنعمك وكل مالك وجئت الي الاسقيط حبا في الرب وفي خلاص نفسك. فكيف تريد الآن أن تتلذذ ذاتك بالأطعمة؟.. أن تريد أن تأكل مرقاً امض الي مصر لأنه لا يوجد في الاسقيط تنعم فلما سمع الأنبا أرسانيوس قال لنفسه: هذا الكلام موجه اليك يا أرساني، وفي الحال أمر خادمه أن يعمل له بقولا فقط. وقال: ها أنا قد تأدبت بسائر حكمة اليونانيين أما حكمة هذا المصري بخصوص الاكل وحسن تدبيره فاني لم أصل اليها بعد. لقد صدق الكتاب اذ يقول: وتأدب موسي بكل حكمة المصريين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس الأنبا إشعياء مع القديس أرسانيوس |
القديس الأنبا أرسانيوس وتلاميذه |
القديس الأنبا أرسانيوس وزياراته |
القديس الأنبا أرسانيوس وتقشفه |
القديس الأنبا أرسانيوس وصمته.. وهدوئه |